विरासती ममालिक़ मान्सिय्या: धर्म जो पश्चिमी एशिया में पतनोन्मुख हैं
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
शैलियों
انتهى ترحيب عرفات بالسامريين في المشاركة السياسة في نابلس بشكل ألطف. إذ ألغي المقعد المحجوز لهم، مما جعل المجتمع المسيحي الأكبر هو الأقلية الوحيدة التي تملك مقاعد محجوزة في البرلمان الفلسطيني. بينما كنت جالسا مع جميل وانضم إلينا عدد قليل من القرويين الآخرين، سألت إذا كان السامريون قد شعروا بالإهانة. أجابوا جميعا في آن واحد: لا؛ في الواقع، لقد شعروا بالارتياح. فمشاركة الطائفة في السياسة لم تتسبب إلا في مشاكل، وهم يفضلون أن يكونوا محايدين.
قد يكون من الصعب الحفاظ على الحياد، خاصة في حالة طائفة تمثل أقلية ضعيفة. ومع ذلك، فقد نجح السامريون حتى الآن في الحفاظ على مسارهم المحايد بمهارة كبيرة. في وقت لاحق من ذلك اليوم، تجولت متجاوزا نهاية القرية، مارا ببوابة وضعت هناك على ما يبدو لمنع الناس من دخول القرية يوم السبت. مشيت بجوار حقول البطاطس والمنحدرات القليلة الأشجار. على المنحدرات ذاتها في عام 1855، سمع جون ميلز بنات آوى يعوي بعضها لبعض في الليل «وينافس بعضها بعضا بأصواتها المتعاقبة المزعجة». في ذلك الوقت لم يكن أحد يعيش على الجبل، وعندما كان السامريون يصلون لتأدية مراسم قربان عيد الفصح، كانوا ينصبون خياما يمكنهم الإقامة فيها طوال الليل. بدا مستبعدا أن يكون أي من حيوانات بنات آوى باقيا هناك الآن. كانت المنازل تنتشر في كل مكان، بما في ذلك منزل فخم فخامة خاصة يخص الملياردير الفلسطيني منيب المصري. كان بعض العمال المحليين مشغولين في أحد مشاريع البناء. ونظروا إلي بريبة بعض الشيء حتى تحدثت معهم باللغة العربية، وهو ما أسعدهم. وقالوا إن الأمور كانت هادئة، وكانت تلك أنباء سارة. سألتهم عما إذا كانت هذه البيوت لا تزال جزءا من القرية السامرية. أجاب أحدهم: «لا؛ فالناس الذين يعيشون هنا فلسطينيون.» تساءلت: أليس السامريون أنفسهم فلسطينيين؟ أجاب بتردد: «أظن ذلك، لا سيما كبار السن منهم؛ لست متأكدا بشأن الجيل الأصغر سنا. حسنا، إذن: لنقل إن هذه المنازل ملك للعرب.»
كان ارتباك الرجل معبرا؛ لأن وضع السامريين مبهم. بحلول منتصف القرن العشرين، كان السامريون والمسلمون يتعايشون بشكل أفضل مما كان عليه الوضع قبل مائة عام. في خمسينيات القرن الماضي، كتب مبعوث من البارون إدموند دي روتشيلد رسالة إلى البارون مفادها أن السامريين «يتمتعون بعلاقات جيدة مع المسلمين». أخبرتني أحلام، وهي مسلمة من نابلس، أنها تتذكر الذهاب إلى بيوت السامريين لحضور عيد الحصاد «سوكوت» في أوائل الستينيات: «كنا نذهب إلى منازلهم للاحتفال بالأعياد، وكان ثمة عيد خاص يزينون فيه بيوتهم بالفواكه. كانوا يبذلون جهدا كبيرا للتواصل، في الواقع، أكثر مما كان يفعل المسيحيون. فقد كانوا يدعوننا لتناول الطعام معهم بالرغم من عدم قدرتهم على قبول أي طعام منا»؛ وذلك بسبب قواعد الكشروت، التي تنص على أنه يجب على السامريين، مثل اليهود، أن يتناولوا طعاما محضرا بطريقة معينة فقط. اكتشفت أحلام أنه كانت توجد حدود لهذه الألفة. كانت تأخذ دروسا خصوصية بعد المدرسة من أحد المعلمين في المدرسة، الذي كان يحب زميلة مسلمة سرا. تجرأ على إخبار تلميذته بذلك، لكنه لم يستطع إخبار المرأة ذاتها. تساءلت أحلام عن السبب. كانت في ذلك الوقت أصغر من أن تفهم القواعد الصارمة التي فصلت السامريين عن المسلمين وغيرهم من الغرباء.
بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية سنة 1967، تحسن وضع السامريين أكثر لأن إسرائيل وجدت أنه من المفيد توظيفهم في المناصب الإدارية شبه الرسمية. تمكن السامريون في الوقت ذاته من البقاء على وفاق مع الفلسطينيين. وبعد اندلاع الانتفاضة، كان من الصعب الهروب من العنف. فقد تعرض كاهن سامري تعس الحظ لإطلاق النار مرتين في ليلة واحدة، مرة على يد مسلحين فلسطينيين ظنوا خطأ أنه مستوطن إسرائيلي، ثم على يد جنود إسرائيليين رأوه يقود سيارته نحوهم بتهور - حيث فقد السيطرة على عجلة القيادة - وظنوا أنه انتحاري. ولكنه نجا وتلقى بعد ذلك اعتذارا من كلا الجانبين. يسود السلام الآن ، والسامريون أفضل حالا مما كانوا عليه منذ قرون عديدة ، لكنهم لا يعتبرون هذا أمرا مفروغا منه.
بالعودة إلى شقة بيني، بينما كانت الشمس تغرب وبداية الاحتفال بعيد الفصح تقترب، انتظرت بينما كانت امرأتان تناقشان معه مشروع تسجيل موسيقى مقدسة (حيث أصدرت تسجيلات مختلفة للموسيقى السامرية على قرص مضغوط، يغنيها أفراد المجتمع أنفسهم). عندما انتهوا سألته عن الأمور السياسية. قال: «نحاول أن نكون نوعا ما جسرا بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فماديا ليس لدينا القدرة على الإسهام. نحن نكافح من أجل بقائنا. إذا أيدنا طرفا وفاز الطرف الآخر، فماذا سيلحق بنا؟ سيقولون إننا متعاونون مع العدو.» لكن لم يكن لدى السامريين رغبة في إقامة دولة خاصة بهم. «ليست لدينا مطالب إقليمية؛ لم نقل أبدا: «مرحبا، كانت عائلتنا تمتلك هذه الأرض، إنها ملكنا.» نرى مقدار البؤس الذي سببه هذا الأمر للمنطقة بأكملها. وأظن أنني أنا نفسي أحظى بأكثر مما كنت أتوقع.»
في وقت معين، كان علي مغادرة منزل بيني لأنه كان عليه أن يحضر نفسه للمشاركة في القربان. بدأ الأمر في وقت أبكر من المعتاد؛ لأن يوم السبت سيبدأ عند غروب الشمس في ذلك العام؛ ولذا يجب أن تتم مراسم القربان قبل ذلك، في وقت مبكر من بعد الظهر بدلا من المساء كما هو معتاد. وتبعا لتقليد ارتداء الملابس ذاتها التي ارتداها أسلافهم التوراتيون عند الفرار من مصر، ارتدى السامريون أردية، بكل منها أربعة وعشرون زرا (واحد لكل حرف من الأبجدية السامرية). وكان الكهنة يرتدون ألوانا خاصة: الأحمر لدم الحمل، والأزرق للسماء، والأبيض لنقاء القلب. كان الحدث يشكل عنصر جذب سياحي ضخم، وكان هذا نعمة ونقمة على السامريين في آن واحد. قال بيني: «لا أحب أن أكون غريبا، لكن هكذا هو الأمر. فأي شخص يحافظ على التقاليد هو شخص غريب.» وأوضح أن الحفاظ على التقاليد أمر محوري للهوية السامرية.
أثناء انتظاري في الشارع بالخارج، شاهدت وصول حشود من الزوار. كان بعض المسيحيين والكثير من اليهود يأتون ليروا شيئا لا يمكن رؤيته في أي مكان آخر؛ عيد فصح به تقديم حملان قرابين، كما كان يحدث حتى تدمير الهيكل اليهودي منذ ما يقرب من ألفي عام. كانت السيارات الواقفة تملأ الشوارع شيئا فشيئا، وكانت طواقم تصوير الأفلام تعد كاميراتها، وكان الوافدون مبكرا يشغلون أفضل الأماكن لمشاهدة الحدث. تلقيت دعوة لحضور حفل الاستقبال الذي يسبق تقديم القربان، الذي سيقام في القاعة التي كنت قد نمت فيها طوال الليل.
كان هذا الحفل يتكون من مجموعة من الخطب؛ التي كان يسهل أن تكون مملة، باستثناء أن جمهورها كان يشكل مزيجا غير عادي. جلس قائد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية قبالة محافظ نابلس الفلسطيني، وانخرط الاثنان في مزاح يمزج بين الجد والهزل. وتجلى في الطرف الآخر من القاعة تقارب أكثر غرابة، حيث جلس ممثلو حركة المستوطنين بجانب الفلسطينيين الذين ألقوا لاحقا خطابات حماسية حول أوجه الظلم في الحكم الإسرائيلي (لا سيما القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين، التي كانت تعوق اقتصاد نابلس).
عبر جميع المتحدثين - المحافظ، وقائد القوات، ومنيب المصري الذي كان يرعى الحدث - عن احترامهم للسامريين. ذكرني هذا بشيء قاله بيني؛ إن السامريين هم المسألة الوحيدة التي يمكن أن يتفق عليها الفلسطينيون والإسرائيليون. أخيرا، نهض رجل سامري، وهو رجل قصير ذو وجه مميز توفي والده مؤخرا، ليتحدث. قال: «كان شعبنا على وشك الانقراض، لكننا تمالكنا أنفسنا وبنينا طائفتنا، والآن لن نذهب إلى أي مكان، نحن باقون هنا.»
أظهر الحدث مدى حرص السامريين في موازنة علاقاتهم مع الفلسطينيين والإسرائيليين. من الواضح أنه كانت توجد بعض الآراء السياسية المختلفة داخل المجتمع؛ فأولئك الذين عاشوا في تل أبيب كانوا يرتاحون لاستخدام اللغة العبرية، وتحدثوا بحرية أكبر عن ولائهم لإسرائيل، بينما كان بعض السامريين في جبل جرزيم أقرب إلى الفلسطينيين. فهموا جميعا الحاجة إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع كلا الجانبين. قدمت إسرائيل فرصا أفضل للتعليم والعمل، وكانت حكومتها سخية تجاه السامريين. وقيل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لديه صورة له مع رئيس الكهنة، وقد شاهدها العديد منهم عندما زاروه. وقيل لي إن رئيس الكهنة كان قد تنبأ بصعود نتنياهو إلى السلطة . على الناحية الأخرى، كان السامريون أقل ارتياحا للتدرج الهرمي الديني المحافظ في إسرائيل. قال لي أحد السامريين: «نحن نفضل الابتعاد عن الحاخامات اليهود.» ينظر إلى السامريين في القانون الفلسطيني على أنهم مجتمع ديني منفصل، وهذا يعني (على سبيل المثال) أن الزيجات التي يعقدها كهنتهم معترف بها قانونا؛ أما في القانون الإسرائيلي فكان وضعهم أكثر غموضا.
अज्ञात पृष्ठ