विरासती ममालिक़ मान्सिय्या: धर्म जो पश्चिमी एशिया में पतनोन्मुख हैं
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
शैलियों
لكن السؤال هو: كيف عاشت كل هذه المدة في ظل حكم المسلمين؟ في أغلب الأحيان يقدم الإسلام على أنه دين غير متسامح، ويريد بعض أتباعه للأسف أن يكون كذلك. إن وجود ديانات الأقليات الواردة في هذا الكتاب يدل على أن صورة التعصب غير صحيحة؛ لأنها نجت في ظل الإسلام، بينما لم تنج أي عقيدة مماثلة في أوروبا المسيحية. ومع ذلك، فإن أسباب هذا معقدة. لذا اسمحوا لي أن أحاول تلخيصها في بقية هذه المقدمة.
يعود أحد الأسباب إلى ما قبل الإسلام أو المسيحية. فقد كانت هناك ديانات في الشرق الأوسط أكثر تطورا من ديانات ما قبل المسيحية في أوروبا، وكانت لها جذور مشتركة مع المسيحية والإسلام. لذلك رغم عدم تردد المسيحيين في القضاء على الديانات الإسكندنافية أو السلتية، ونجاحهم السريع نسبيا في فعل ذلك، فإن بعض الوثنيين في الشرق الأوسط - الذين تعمقوا في الفلسفة اليونانية وعلم الفلك البابلي، وامتلكوا لاهوتا معقدا - استمروا زمنا أطول كثيرا.
أيضا، على الرغم من أن النبي محمدا أراد بالتأكيد وضع حد للممارسات الدينية التراثية للعرب، التي انطوت على عبادة آلهة متعددة، كان القرآن على النقيض معتدلا نسبيا تجاه أتباع الأديان التي كانت تدعو إلى التوحيد ولها نصوص دينية، مثل اليهود ، والمسيحيين، والزرادشتيين. ولقب أتباع هذه الديانات باسم «أهل الكتاب». ونجا العديد من المجموعات المذكورة هنا لأنها تمكنت، بطريقة أو بأخرى، من الحصول على هذه التسمية.
لم يكن المسلمون الأوائل منهجيين في قمع حتى الممارسات الوثنية العلنية في القرون الثلاثة أو الأربعة الأولى من الإسلام، عندما ظل المسلمون أقلية في أنحاء كثيرة من الشرق الأوسط. وعندما سعى الدعاة المسلمون إلى تحويل الناس إلى الإسلام بنشاط أكبر، كان بعضهم على استعداد لقبول مجموعة واسعة من المعتقدات والممارسات التي تجاهلت الفرق بين الإسلام والديانات القديمة التي كان يحل محلها. فقد تقول مجموعة من الذين اعتنقوا الإسلام حديثا، على سبيل المثال، إن طقوس تبجيلهم للنجوم كانت إسلامية شرعا؛ لأن النجوم كانت ملائكة؛ ومن ثم يمكنها الحفاظ على بعض أجزاء من التراث الوثني القديم الذي كانت قد تخلت عنه باعتناقها الإسلام.
لا يعني أي من هذا أن معتقدات الأقليات عوملت بشكل جيد. فقد كان هذا في زمن كان فيه الاختلاف مع الحاكم في أمور لاهوتية يمكن أيضا أن يكون تحديا لحقه في الحكم. وكان مفهوما، في كل من الإمبراطوريتين البيزنطية والعربية، أن أولئك الذين يرفضون دين الحاكم سيكونون من الفئات الأقل حظا. كان «أهل الكتاب» أقل شأنا من المسلمين من الناحية الشرعية، ويدفعون ضريبة إضافية. وعندما كانوا يتمردون على فرض الضرائب، كما فعل الأقباط في القرن التاسع الميلادي، قد تبدأ الدولة في اعتبار دينهم قوة هدامة وتتخذ إجراءات لتقويضه.
في القرنين العاشر والحادي عشر، عندما أصبح الإسلام دين الأغلبية، تعرضت الطوائف التي لم تكن من «أهل الكتاب» لمزيد من الضغوط. وشهد القرن العاشر اضطهادا جماعيا وانقراضا فعليا للمانويين. وفي القرن الحادي عشر، هدم معبد إله الشمس، شماش، في حران، الذي كان قائما منذ العصر البابلي، وحث العلامة الغزالي المسلمين على التخلي عن افتتانهم بفلاسفة ما قبل الإسلام. وحتى حينئذ، كان علماء مثل البيروني وابن النديم يكتبون عن الديانات غير المسلمة بموضوعية لا تزال تثير إعجاب القراء المعاصرين.
أدى الصراع بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى - الصليبيين في الغرب والغزاة المغول في الشرق - إلى مزيد من التقويض للتسامح، حيث بحث العرب عن العدو بينهم. وبحلول القرن الثالث عشر، كان رجل الدين الأصولي ابن تيمية ينشر كل ما بوسعه من كراهية تجاه طوائف مثل الدروز والعلويين، ويشجع على العنف ضدهم. ومع ذلك، بحلول ذلك الوقت، كانت بعض ديانات الأقليات في الشرق الأوسط قد لجأت إلى أماكن لم تتمكن السلطات من الوصول إليها فيها، مثل الجبال والأهوار. ولم تصبح الحكومة المركزية قوية في الشرق الأوسط كما كانت في أوروبا، وعادة ما كانت تستخدم القوة العسكرية في مواجهة المتمردين أو الفتوحات الخارجية، وليس في قمع الانقسامات الدينية في الداخل. ولم تواجه هذه المجتمعات الدينية النائية، في معظم الأحيان، تدخلا واسع النطاق من الدولة إلا في القرن التاسع عشر، وبحلول منتصف ذلك القرن، كانت حكومات الشرق الأوسط قد بدأت في تغيير نهجها تجاه الأقليات، و(أحيانا تحت ضغط غربي، أحيانا مستوحى فقط من مثل عليا تقدمية) توفير شيء يشبه المساواة. ومنحت الإمبراطورية العثمانية رعاياها غير المسلمين تدريجيا ما يشبه المساواة في القرن التاسع عشر. وفي الخمسين عاما من 1860 إلى 1910 حدثت ثورة في مكانة الأقباط في مصر. وقدمت الثورة الإيرانية عام 1906 للزرادشتيين مقعدا في برلمان البلاد. كل هذا يثبت أن المسلمين في الشرق الأوسط كانوا قادرين تماما على تقدير التنوع. وفي الواقع، في بعض الأحيان كان الأوروبيون هم من لم يفعلوا ذلك. وعندما سأل المسيحيون اللبنانيون القيصر الألماني عما يمكن أن تفعل بلاده لمساعدتهم، أجاب: «أنتم ثلاثمائة ألف مسيحي وسط ثلاثمائة مليون مسلم. لماذا لا تتحولون إلى الإسلام؟»
إذن لماذا تنطوي أقليات الشرق الأوسط اليوم على نفسها؟ لماذا أصبحت الهجمات على الكنائس المسيحية في مصر أو بغداد، أو على الإيزيديين في شمال العراق، أكثر شيوعا الآن مما كانت عليه طيلة 150 عاما؟ (مع عدم إغفال الأقليات داخل الإسلام؛ فحتى أتباع أكبر جماعة إسلامية، وهي السنة، يمكن أن يجدوا أنفسهم أقلية تحت وطأة الضغط في إيران والعراق، في حين أن مذابح المسلمين الشيعة شائعة في باكستان.) تلعب عدة عوامل دورا في هذا الشأن.
أولا: يرجع التنوع في الشرق الأوسط جزئيا إلى أن حكوماته كانت أضعف من أن تفرض دينها. لكن حكومات اليوم تتمتع بنفوذ أكبر، وعندما تختار طرد أقلية دينية أو فرض معتقد أصولي، يمكنها فعل ذلك بشكل أكثر فاعلية من أي وقت مضى. ففي المدة بين عامي 1915 و1917، تمكنت الإمبراطورية العثمانية من القتل المنظم لأكثر من مليون من رعاياها الأرمن عندما أدركت أن الأرمن يقفون إلى جانب روسيا؛ «أصدرت أمرا بالإعدام لعرق كامل» مثلما كتب لاحقا السفير الأمريكي للإمبراطورية. يمكن للحروب الأهلية أيضا أن تصل إلى أعماق أراضي جماعة دينية قد لا ترغب في شيء سوى أن تكون محايدة؛ مثلما حدث مع الإيزيديين في شمال العراق في عام 2007، عندما أصبحوا ضحايا لواحدة من أكثر الهجمات الإرهابية فتكا في العالم. لا توجد أماكن آمنة بعد الآن.
تتمتع الجماعات الدينية في الشرق الأوسط بدرجة عالية من الترابط الداخلي. وعادة ما يقابل الزواج من دخيل بالرفض؛ وقد يفضل الأشخاص داخل الجماعة توظيف أعضاء آخرين من الجماعة نفسها، واعتناق دين آخر ليس خيارا فكريا ولكنه تغيير أكثر عمقا؛ لأنه يعني عادة مغادرة المرء لطائفته والانضمام إلى طائفة جديدة. تمتعت بعض الجماعات الدينية (مثل الإيزيديين والآشوريين، على سبيل المثال) بدرجة عالية من الاستقلال الذاتي قرونا عديدة، بعيدا عن سيطرة الحكومات، وما زال قلة منهم يتحدثون لغتهم الخاصة. هذا الترابط الداخلي يعني أن ثمة ميلا إلى تحميل مثل هذه الجماعات كامل المسئولية عن أفعال أي شخص يعتنق دينها. ومن ثم كانت الاعتداءات السابقة على الأرمن واليهود، والحالية على الشيعة والمسيحيين. وهذا، في حد ذاته، ليس بجديد. ومع ذلك، ففي المشهد السياسي المعقد ودائم التغير في الشرق الأوسط المعاصر، من السهل أن ينتهي الأمر بالولاء للأشخاص الخطأ. فالسامريون، الذين يعيشون على جبل في الضفة الغربية، يحاولون جاهدين تجنب استعداء الإسرائيليين أو الفلسطينيين، والإيزيديون في شمال العراق يتعرضون للضغط للاختيار بين العرب والأكراد، وكان على الكنيسة القبطية المصرية أن تقرر ما إذا كانت ستدعم الحكم العسكري أو الإسلامي. كل خيار يصنع أعداء للطائفة بأسرها، وليس لقادتها فقط.
अज्ञात पृष्ठ