برأيك أو تركته، فأنت عندي أحمد مشير وأنصح ناصح (1)
[محادثة ابن الزبير مع الإمام- الأخيرة]
[وقال] عبد الله بن سليم [الأسدي] والمذري بن المشمعل [الأسدي]:
قدمنا مكة حاجين فدخلنا يوم التروية فاذا نحن بالحسين [(عليه السلام)] وعبد الله بن الزبير قائمين عند ارتفاع الضحى فيما بين الحجر والباب، فتقربنا منهما فسمعنا ابن الزبير وهو يقول للحسين [(عليه السلام)]: إن شئت أن تقيم أقمت فوليت هذا الأمر فازرناك وساعدناك ونصحنا لك وبايعناك.
فقال له الحسين [(عليه السلام)]: إن أبي حدثني: «أن بها كبشا يستحل حرمتها»! فما احب أن أكون أنا ذلك الكبش! (2) و(3).
فقال له الزبير: إلي يا ابن فاطمة؛ فأصغى إليه فساره، ثم التفت إلينا الحسين [(عليه السلام)] فقال:
أتدرون ما يقول ابن الزبير؟
فقلنا: لا ندري؛ جعلنا الله فداك!
فقال: قال: أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس.
ثم قال الحسين [(عليه السلام)]: والله لئن اقتل خارجا منها بشبر أحب إلي من أن اقتل داخلا منها بشبر! وأيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم، والله ليعتدن علي كما اعتدت اليهود في
पृष्ठ 152