بريانه رأى؟ قلنا: نراه رأى هوادي الخيل [أي رءوسها]، فقال [الرجل]: وأنا والله أرى ذلك.
[ذو حسم] (1)
فقال الحسين [(عليه السلام)]: أما لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟ فقلنا له: بلى هذا ذو حسم الى جنبك تميل إليه عن يسارك، فان سبقت القوم إليه فهو كما تريد. فأخذ إليه ذات اليسار وملنا معه، فاستبقنا الى ذي حسم فسبقناهم إليه، فلما رأونا وقد عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا، فنزل الحسين [(عليه السلام)] فأمر بأبنيته فضربت.
فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل، وكأن راياتهم أجنحة الطير، وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي اليربوعي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين [(عليه السلام)] في حر الظهيرة، والحسين وأصحابه معتمون متقلدون أسيافهم.
فقال الحسين [(عليه السلام)] لفتيانه: اسقوا القوم وارووهم من الماء، ورشفوا الخيل ترشيفا.
فقام فتيانه، وسقوا القوم من الماء حتى أرووهم، واقبلوا يملئون القصاع والطساس والأتوار (2) من الماء ثم يدنونها من الفرس، فاذا عب فيه ثلاثا أو
पृष्ठ 168