345

(*) يمهج أنفسكم في طاعة الله في هذه الدنيا، تصيبوا الآخرة والمنزل الأعلى، والملك الذى لا يبلى.

فلو لم يكن ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار، لكان القتال مع على أفضل من القتال مع معاوية ابن أكالة الأكباد.

فكيف وأنتم ترجون ما ترجون.

وقالت امرأة من أهل الشام: لا تعدموا قوما أذاقوا ابن ياسر * شعوبا ولم يعطوكم بالخزائم فنحن قتلنا اليثربي بن محصن * خطيبكم وابنى بديل وهاشم وقال رجل من بنى عذرة: لقد رأيت أمورا كلها عجب * وما رأيت كأيام بصفينا لما غدوا وغدونا كلنا حنق * ما رأيت الجمال الجلة الجونا خيل تجول وخيل في أعنتها * وآخرون على غيظ يرامونا ثم ابتذلنا سيوفا في جماجمهم * وما نساقيهم من ذاك يجزونا كأنها في أكف القوم لامعة * سلاسل البرق يجد عن العرانينا ثم انصرفنا كأشلاء مقطعة * وكلنا عند قتلاهم يصلونا وقال عبد الله بن أبى معقل بن نهيك بن يساف الأنصاري.

قال: وفي حديث عمرو بن شمر: قال النجاشي يبكى أبا عمرة بن عمرو بن محصن (1) وقتل بصفين: لنعم فتى الحيين عمرو بن محصن * إذا صائح الحى المصبح ثوبا (2)

__________

(1) هو بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري.

ترجمته في 185.

(2) صدر البيت يشهد بأن اسمه " عمرو " وهو أحد الأقوال التى قيلت في اسمه، وفي الإصابة: " وقال ابن الكلبى: اسمه عمرو بن مخصن ".

المصبح: الذى صبحته الغارة.

وفي الأصل: " المصيح " صوابه في ح (2: 278).

والتثويب: الاستصراخ، وأصله أن يلوح المستصرخ بثوبه ليرى ويشتهر.

ح: " إذا ما صارخ الحى ".

पृष्ठ 357