वाक़ात-ए-सिफ्फीन
وقعة صفين
(*) فأجابه أصحابه فقالوا: يا أمير المؤمنين، انهض بنا إلى عدونا وعدوك إذا شئت، فوالله ما نريد بك بدلا، نموت معك ونحيا معك.
فقام لهم على مجيبا لهم: والذى نفسي بيده لنظر إلى رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] أضرب قدامه بسيفي فقال: " لا سيف إلا ذو الفقار (1)، ولا فتى إلا علي ".
وقال: " يا على، أنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى، وموتك وحياتك يا على معى ".
والله ما كذبت ولا كذبت، ولا ضللت ولا ضل بى، وما نسيت ما عهد إلى، وإنى لعلى بينة من ربى، وإنى لعلى الطريق الواضح.
ألفظه لفظا.
ثم نهض إلى القوم، فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتى غاب الشفق، وما كانت صلاة القوم إلا تكبيرا.
نصر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن الشعبى، عن صعصعة بن صوحان ذكر أن على بن أبى طالب صاف أهل الشام، حتى برز رجل من حمير من آل ذى يزن، اسمه كريب بن الصباح، ليس في أهل الشام يومئذ رجل أشهر شدة بالبأس منه.
ثم نادى: من يبارز ؟ فبرز إليه المرتفع بن الوضاح الزبيدى، فقتل المرتفع.
ثم نادى: من يبارز ؟ فبرز إليه الحارث بن الجلاح (2) فقتل ؟ ثم نادى: من يبارز ؟ فبرز إليه عائذ بن مسروق الهمداني (3) فقتل عائذا ثم رمى بأجسادهم بعضها فوق بعض، ثم قام عليها بغيا واعتداء، ثم نادى: هل بقى من مبارز ؟ فبرز إليه على ثم ناداه: ويحك يا كريب، إنى أحذرك [ الله وبأسه ونقمته ]، وأدعوك إلى سنة الله وسنة رسوله، ويحك لا يدخلنك
__________
(1) ذو الفقار: اسم سيف النبي صلى الله عليه، سمى بذلك لحفر صغار حسان كانت به.
وكان للعاص بن منبه، ثم صار إلى الرسول، ثم صار إلى على.
انظر اللسان، وما يعول عليه.
(2) ح: " بن اللجلاج ".
(3) ح: " عابد " بالباء الموحدة.
(*) ابن آكلة الأكباد النار.
पृष्ठ 315