153

الكوفة منهم زهرة بن جوية وقبيصة بن والق. فقال متى ترون ان ابعث على هذا الجيش؟ قالوا رأيك ايها الأمير افضل. قال : اني قد بعثت الى عتاب بن ورقاء وهو قادم عليكم الليلة فيكون هو الذي يسير بالناس. فقال زهرة بن جوية اصلح الله الامير رميتهم بحجرهم لا والله لا يرجع اليك حتى يظفرا ويقتل. فقال قبيصة بن والق واني مشير عليك أيها الأمير بأي اجتهدته نصيحة لك ولأمير المؤمنين ولعامة المسلمين. ان الناس قد تحدثوا ان جيشا قد وصل اليك من الشام لأن أهل الكوفة قد هزموا. وهان عليهم الفرار والعار من الهزيمة فكأنما قلوبهم في صدور قوم آخرين فان رأيت أن تبعث الى الجيش الذي قد أمددت به من أهل الشام فليأخذوا حذرهم ولا يثبتوا بمنزل الا وهم يرون أنهم يبيتون فان فعلت فانك انما تحارب حولا قلبا محلالا مظعانا. ان شبيبا بينا هو في أرض اذا هو في اخرى ولا آمن ان يأتيهم وهم غارون فان يهلكوا يهلك العراق كله. فقال الحجاج الله أبوك ما احسن ما رأيت : وما أصح ما أشرت به فبعث الى الجيش الورد عليه من الشام كتابا قرؤه. وقد نزلوا هيت. وهو أما بعد. فاذا حاذيتم هيت فدعوا طريق الفرات والأنبار وخذوا على عين التمر حتى تقدموا الكوفة إن شاء الله. فاقبل القوم سراعا. وقدم عتاب بن ورقاء في الليلة التي قال الحجاج انه فيها قادم. فأمره الحجاج

पृष्ठ 160