عبد الرحمن بن مخنف فكل بلد تدخلانه من فتوح أهل البصرة. فالمهلب امير الجماعة فيه وأنت على أهل الكوفة ، فاذا دخلتم بلدا فتحه لأهل الكوفة فأنت أمير الجماعة والمهلب على أهل البصرة. فقدم عتاب في احدى جمادى من سنة ست وسبعين على المهلب وهو بسابور ، وهي من فتوح أهل البصرة. فكان المهلب أمير الناس على أصحاب ابي مخنف ، والخوارج في أيديهم كرمان وهم بازاء المهلب بفارس يحاربونه من جميع النواحي. فوجه الحجاج الى المهلب رجلين يستحثانه مناجزة القوم. فغادوا الخوارج. فاقتتلوا أشد قتال فقتل الرجلان ، ثم باكروهم في اليوم الثاني بالحرب ، وأقام المهلب على حربهم. فلما انقضى من مقامه ثمانية عشر شهرا اختلفوا ، وكان سبب اختلافهم أن رجلا حدادا من الأزارقة كان يعمل نصالا مسمومة فيرمى بها أصحاب المهلب فرفع ذلك الى المهلب ، فقال : انا اكفيكموه إنشاء الله فوجه رجلا من أصحابه بكتاب وألف درهم الى عسكر قطري. فقال ألق هذا الكتاب في عسكر قطري واحذر على نفسك ، وكان الحداد يقال له : أبزي. فمضى الرسول ، وكان في الكتاب. أما بعد فان نصالك قد وصلت الي وقد وجهت اليك بألف درهم فاقبضها وزدنا من هذه النصال ، فوقع الكتاب والدراهم الى قطري. فدعا بأبزي ، فقال ما هذا الكتاب؟ قال لا أدري. قال فهذه الدراهم. قال ما أعلم علمها. فأمر به فقتل فجاءه عبد ربه الصغير مولى بني
पृष्ठ 124