وجعل يعد الناس بالخروج ولا يخرج. والخوارج يعيثون. حتى أنهم أخذوا امرأة فقتلوا أباها بين يديها. وكانت جميلة. ثم أرادوا قتلها فقالت أتقتلون من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين. فقال قائل منهم دعوها. فقالوا قد قتنتك؟ ثم قدموها فقتلوها. ثم قربوا اخرى وهم بحذاء القباع والجسر معقود بينهما فقطعه القباع وهو في ستة آلاف والمرأة تستغيث به وتقول : علام تقتلونني؟ فوالله ما فسقت ولا كفرت ولا ارتددت. والناس يتفلتون الى الخوارج والقباع يمنعهم فلما خاف أن يعصوه. أمر عند ذلك بقطع الجسر. فأقام بين دهابا ودبيري خمسة أيام والخوارج بقربه. وهو يقول للناس في كل يوم. اذا لقيتم العدو غدا فأثبتوا أقدامكم واصبروا. فان اول الحرب الترامي. ثم اشراع الرماح ثم السلة فثكلت رجلا امه فر من الزحف. فقال بعضهم لما أكثر عليهم أما الصفة فقد سمعناها فمتى يقع الفعل. وقال الراجز :
ان القباع سار سيرا ملسا
بين دباها ودبيري خمسا
قال : واخذ الخوارج حاجتهم. وكان شأن القباع التحصن منهم. ثم انصرفوا. وساروا من فورهم الى
पृष्ठ 108