قال بوني: «أريد أن أسألك بضعة أسئلة. إذا أمنت على حياتي لدى شركتك ثم انتحرت، فهل سيلغي هذا صلاحية وثيقة التأمين؟» «ليس بعد عامين؛ ففي شركتنا، تكون وثيقة التأمين لا نزاع فيها بعد عامين.» «عامين؟ لن ينفعني هذا. ألا تستطيع أن تجعلها عاما واحدا؟»
قال وكيل التأمين وهو يخفض صوته: «سأخبرك بما سأفعل. يمكنني أن أكتب الوثيقة بتاريخ سابق، وبذلك سوف تنتهي مدة العامين في الوقت الذي تريده، ولنقل بعد عام من الآن.» «رائع جدا. إذا استطعت أن تفعل هذا بطريقة قانونية بحيث تنتهي مدة العامين خلال عام واحد من الآن، فسأؤمن لدى شركتك بمبلغ مائة ألف دولار.»
اتسعت عينا وكيل التأمين حين ذكر المبلغ. «لا أريد وقفا أو سندات، لكن أرخص أنواع التأمين على الحياة لديكم، و...» «إذن، تأمين مدى الحياة هو ما تريد.» «فليكن هذا إذن، وسأدفع لك مقدما مقدار عامين، أو لنقل مقدار عامين ونصف؛ وذلك حين تحضر الوثائق إلي.»
وهكذا، أمن بوني رويل على حياته بمائة ألف دولار كجزء من المال الذي ربحه في المقامرة، وبجزء آخر من ذلك المال دفع مقابل إقامته الكاملة في فندق ميتروبوليتان لعام قادم.
أما الجزء المتبقي من المال، فقد احتفظ به للمقامرة.
وفي أثناء العام التالي لذلك، ظل يرفض أن يلعب مع بيرت راجستوك، وكادا يتشاجران مرة أو مرتين، وتلك كانت هي المرة الأقرب التي كاد بوني يقع فيها في شجار مع أي شخص؛ ذلك أن التشاجر لم يكن أسلوبه قط. ولو كان بوني يعيش في مجتمع أقل تحضرا من هذا المكان فلربما اتخذ من التشاجر أسلوبا له، لكن بما أن الشجار لا يسفر عن شيء، فإنه لم يكن ينخرط في أي من ذلك.
قال بيرت متذمرا: «أمر عام منذ آخر لقاء بيننا؟ يا له من هراء أن أنتظر كل هذه المدة. أنت تلعب مع الآخرين، لم لا تلعب معي؟ فكر في الفرص التي نخسرها.»
فأجابه رويل: «إذن سنحظى بفرصة لعب ستعوض عن كل هذا الانتظار.»
وأخيرا جاء الموعد السنوي، وحين دقت الساعة معلنة عن ذلك، جلس بوني رويل وبيرت راجستوك في مواجهة أحدهما الآخر، مستعدين لاستكمال ما بدآه كالمعتاد.
قال بيرت وهو يفرك يده: «آه، الجلوس أمامك مجددا يشعرني بشعور جيد. أنت مغرور يا بوني. كنا سنحظى بمائة فرصة كهذه للعب طوال العام الماضي، لو لم تكن ممن يؤمنون كثيرا بالخرافات.» «ليس بمثل هذه المرة. هذه هي المرة الأخيرة التي سألعب فيها، وإما الفوز أو الخسارة. وأنا أخبرك بذلك الآن لأنه لن يكون هناك أي حديث عن الثأر إذا ما فزت أنا.» «أنت لا تعني ذلك حقا! لقد سمعت مثل هذا الحديث من قبل.» «لا بأس. لقد حذرتك. والآن أعتقد أن هذه لعبة تعتمد تماما على الحظ. لدينا مجموعة جديدة من الورق، اخلطها، واقسمها، ثم تسحب أنت ورقة وأسحب أنا أخرى. ورقة الآس هي العليا. وصاحب الورقة العليا هو من يربح المال كله. والأفضل هو من يسحب أعلى ورقتين من بين ثلاث. أتوافق على ذلك؟» «بالطبع. كم سيكون مقدار المال؟» «مائة ألف دولار.» «أوه، أنت تحلم.» «أليس بكاف؟» «تبا لذلك! أنت لم تر هذا المبلغ من قبل.» «ستحصل على المال إذا ما خسرت.» «هذا مبلغ كبير حقا يا بوني. مائة ألف دولار! يا إلهي! كم عدد رجال الأعمال الذين يتوقعون أن تؤخذ كلمتهم بأنهم سيدفعون مائة ألف دولار على محمل الجد لمجرد أنهم قالوا ذلك؟» «أنا لست برجل أعمال. أنا مقامر.» «صحيح، صحيح. هل المال معك الآن؟» «لا، لكنه سيدفع لك. إن مالك ليس هنا في المكان. ولكنني أثق بك، ألا تستطيع أن تثق بي؟» «الأمر ليس سيان يا بوني. سأثق بك ثلاثة أضعاف ما تحمل الآن من مال، لكن عندما تتحدث عن مائة ألف دولار فأنت تتحدث عن مال كثير.» «إذا استطعت أن أقنع ميليش بأنك ستحصل على مالك، فهل ستلعب؟» «يمكنك أن تقنعني بنفس السهولة التي ستقنع بها ميليش. فما فائدة جره في هذا الأمر؟» «يمكنني أن أقنعك في غضون دقيقة، لكنك قد تستمر في رفض اللعب. والآن، لا بد أن ألعب هذه المرة، ولا يمكنني أن أتحمل أي مخاطر. وإذا لم تكن كلمتي وكلمة ميليش كافيتين كإثبات لك على الدفع، فقل ذلك.»
अज्ञात पृष्ठ