وبدأت حديثي بأن تطرقت في الحال إلى الأمر الذي كان يشغل ذهني فقلت: «لقد أتيت لأسمع رأيك حول لغز بيجرام الكبير.»
رد في هدوء قائلا: «لم أسمع عن ذلك.» كما لو أن لندن كلها لا تتحدث عن هذا الشأن. كان كومبس يجهل بعض الأشياء إلى حد يثير الفضول، وكان عليما بأشياء أخرى على نحو غير طبيعي. فقد وجدت، على سبيل المثال، أن من المستحيل أن أجري معه نقاشا سياسيا؛ لأنه لم يكن يعرف من هما ساليزبري وجلادستون. وقد جعل هذا صداقته هبة ونعمة كبيرة. «لقد حير لغز بيجرام حتى جريجوري نفسه في سكوتلاند يارد.»
قال صديقي في هدوء: «أصدق ذلك فعلا. إن الحركة الدائبة، أو تربيع الدائرة، يمكن أن يصيب جريجوري بالحيرة. إنه لا يزال مبتدئا حقا.»
كان هذا هو أحد الأمور التي أحببتها دوما بشأن كومبس. لم يكن يشعر بالغيرة المهنية، كما يفعل الكثيرون غيره.
ملأ صديقي غليونه، وألقى بنفسه في كرسيه العميق، ووضع قدميه على إطار المدفأة، وشبك يديه خلف رأسه.
وقال في بساطة: «أخبرني عنه.»
فبدأت حديثي قائلا: «كان باري كيبسون يعمل مضاربا في المدينة. وكان يعيش في بيجرام، وكان من عادته أن ...»
صاح كومبس من دون أن يغير من وضعيته: «ادخل!» لكنه قال ذلك بطريقة مفاجئة أصابتني بالذهول. فلم أكن قد سمعت أي طرق على الباب.
قال صديقي وهو يضحك: «عذرا. دعوتي الرجل للدخول كانت سابقة لأوانها بعض الشيء. كنت مهتما بسردك للأحداث حقا، حتى إنني تحدثت من دون أن أفكر أولا، وهو أمر ينبغي للمحقق ألا يفعله أبدا. الحقيقة أن هناك رجلا سيدخل في غضون لحظات وسيخبرني عن هذه الجريمة؛ ومن ثم فلن تبذل أنت المزيد من الجهد في ذلك الصدد.»
فقلت وأنا أقف من جلوسي: «آه، لديك موعد إذن. لن أتطفل عليك في هذه الحالة.» «اجلس، ليس لدي موعد. لم أكن أعرف أنه آت حتى تحدثت.»
अज्ञात पृष्ठ