مد السلك المعزول على الأرض على ارتفاع بعيد. وربط الكلب بالطوق الكهربائي، وسلسل إلى عمود باب أحد البنايات. ثم أزال لامبيل وبكل حذر سدادة الزجاجة، وأمسك بها على طول ذراعه. ونظر الوزير باهتمام بالغ بينما كان لامبيل يقطر السائل من الزجاجة في شكل خط شبه دائري حول الكلب المربوط. ثم أعاد المخترع السدادة بحذر إلى الزجاجة ومسحها بعناية بقطعة قماش كانت معه ثم ألقى بتلك القطعة في أحد المنازل المهجورة.
وانتظرا بالقرب من المكان حتى جفت البقع التي تسبب بها السائل على الرصيف أمام المنزل واختفت.
قال لامبيل: «بحلول الوقت الذي سنصل فيه إلى التل، سيكون السائل قد جف تماما تحت هذه الشمس الملتهبة.»
وحيث كانا يغادران باتجاه التل، عوى الكلب البائس حزنا، وكأنه كان يشعر بمصيره.
قال المخترع حين وصلا إلى الجهاز الكهربائي: «أعتقد أن علينا الانتظار لمدة نصف ساعة حتى نتأكد تماما من جفاف السائل.»
أشعل الوزير سيجاره وراح يدخن في صمت، وكانت تدور في عقله رحى معركة غريبة. وجد الوزير نفسه يصدق المزاعم الغريبة التي يقولها المخترع، وراح يفكر في الاحتمالات المرعبة التي يمكن أن تتسبب بها تلك المادة المتفجرة.
سأله لامبيل بنبرة هادئة: «هلا ضغطت على الذراع الكهربائية؟ تذكر أنك بهذا تفتح أبواب حقبة جديدة.»
ضغط الوزير على المفتاح، ثم وضع نظارته الميدانية على عينيه ورأى أن الكلب قد تحرر، لكن الكلب جلس في مكانه يحك أذنيه بيده. ثم بعد أن أدرك الكلب أنه قد تحرر، راح يشم السلسلة قليلا. وفي النهاية، رفع الكلب رأسه وجعل ينبح، رغم أن المسافة بينه وبينهما كانت بعيدة بحيث لا يستطيعان سماع صوت نباحه. ثم جرى الكلب في الاتجاه نفسه الذي سلكه الرجلان، لكن قبل أن يخطو ثلاث خطوات، ارتاع الوزير لرؤية المباني وهي تتفتت إلى تراب، ثم بعد لحظات قليلة، جاءهم هدير الأحجار المتساقطة في المحجر المهجور. لقد سقطت الحافة كلها وطرحت أرضا في الصدع. ولم يكن هناك دخان، لكن كانت هناك غيمة من الغبار تعلو البقعة.
صاح الوزير: «يا إلهي! هذا فظيع!»
قال لامبيل بنبرة هادئة: «أجل، لقد وضعت على الرصيف أكثر مما كان ينبغي. كانت بضع قطرات قليلة ستكفي، لكنني كنت أريد أن أتأكد تماما، وأنت كنت متشككا للغاية.»
अज्ञात पृष्ठ