سأله سيمكنز في سخط وغضب: «ولكن أنى لي الحصول على الأخبار؟» فهز رئيس التحرير كتفيه. ولم يكن هذا الأمر يعنيه؛ ولو أن اللاسلطويين اختاروا أن يعكروا صفو حياة الشاب، فليس ثمة ما يسعه فعله.
وكان زميل سيمكنز في السكن طالبا يدرس الكيمياء في لندن، ولاحظ أن الصحفي قد أصبح هزيلا واهنا من الجزع.
قال له سيدليتز ذات صباح: «تبدو منهكا ومهموما يا سيمكنز، ما خطبك؟ هل أصابك سهم العشق، أم أن هناك دينا يثقل كاهلك؟»
فأجابه سيمكنز: «لا هذا ولا ذاك.»
قال سيدليتز: «ابتهج إذن. إن كان لا هذا ولا ذاك، فأي شيء آخر من السهل علاجه.»
أدركه سيمكنز: «لست واثقا من ذلك.» ثم جلس وأخبر صديقه ما كان يزعجه.
قال سيدليتز: «آه، هذا يفسر ما رأيت إذن. كان هناك همجي أشعث يتجول في الأرجاء ويراقب المنزل. إنهم يتتبعونك يا صديقي وحين يكتشفون أنك صحفي ومن ثم خائن، فقد يقبضون عليك في إحدى الليالي المظلمة.»
قال سيمكنز وقد دفن رأسه بين يديه: «كم هذا مشجع.»
سأله سيدليتز: «هل يتسم هؤلاء اللاسلطويون بالشجاعة، وهل هم على استعداد للمخاطرة بحياتهم في سبيل أي شيء؟» «أوه، لا أعلم. إنهم يتحدثون كثيرا، لكنني لا أعلم ما يمكن لهم القيام به. لكن يمكنهم فعلا القبض علي في أحد الأزقة المظلمة.»
قال سيدليتز: «اسمع، لنفترض أنك ستسمح لي بتجربة إحدى الخطط. دعني أحاضرهم عن كيمياء اللاسلطوية. إنه موضوع جذاب.» «وما النفع الذي قد يعود من ذلك؟» «أوه، انتظر حتى تسمع المحاضرة. إذا لم أجعل شعر بعضهم ينتصب رعبا، فإنهم عندئذ أشجع مما نتخيل. لدينا حجرة كبيرة في حانة كليمنت، حيث نتقابل نحن الطلاب لأداء بعض التجارب ولتدخين التبغ. إن نصف المكان ناد، ونصفه قاعة محاضرات. والآن أقترح أن نحضر هؤلاء اللاسلطويين إلى هناك، وأن نوصد الأبواب، وأن نخبرهم شيئا عن الديناميت وغيره من أنواع المتفجرات. وستقول أنت إنني أمريكي من دعاة اللاسلطوية. أخبرهم أن الأبواب ستوصد لمنع دخول الشرطة، وأنه سيكون هناك برميل من الجعة. ويمكنك أن تقدمني بصفتي رجلا من أمريكا حيث يعرفون هناك عن اللاسلطوية في عشر دقائق ما يعرفونه عنها هنا في عشر سنوات. وأخبرهم أنني قضيت حياتي في دراسة المتفجرات، وسيكون علي أن أضع بعض المساحيق على سبيل التنكر، لكنك تعرف أنني ممثل هاو ضليع، ولا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة في هذا الشأن. وفي النهاية عليك أن تخبرهم أن لديك موعدا وأنك ستتركني لأذهلهم لبضع ساعات.»
अज्ञात पृष्ठ