وبعد مرور ساعة كانا يتزلجان على سطح البحيرة المتجمد.
قال براون: «حاول أن تنعم ببعض الدفء بأردية جلد الثيران فهي مصنوعة لأجل ذلك. لا بد لي أن أوجه الزورق؛ ولذا يتحتم علي البقاء في الخارج. لو كنت مكانك لدثرت نفسي بتلك الأردية وخلدت إلى النوم. سأوقظك حين نصل إلى هناك.»
أجاب ستيبلز: «حسنا، هذه ليست بفكرة سيئة.»
قال براون الشاب في نفسه: «الجنرال جورج واشنطن! هذا قرار سريع وسهل في مجمله. سأقود به عبر البحيرة كحمل ساذج. وقبل أن يستيقظ من نومه سنكون قد عبرنا البحيرة المتجمدة، وسيجد نفسه في الولايات المتحدة مرة أخرى ما إن يفتح عينيه. الشيء الوحيد الذي علي تجنبه الآن هو الجيوب الهوائية والتلال الثلجية، وسيكون كل شيء على ما يرام.»
كان براون قد قطع هذا المسار من قبل وكان يعرف تماما ما يقع أمامه. كانت الرياح تهب بشدة من جهة أعلى البحيرة، وكان الزورق يتحرك في صمت، وفي سرعة أكبر من قطار سريع، فكان يبتعد عن كندا ويطوي المسافة نحو الشاطئ الأمريكي.
صاح ستيبلز وهو يوقظ نفسه وينشطها: «أخبرني عن حالك يا ووكر.» أجابه براون: «بأفضل ما يمكن. سرعان ما سنصل إلى هناك يا ستيبلز.»
كادت زلة لسانه المشئومة تلك تكلف السيد براون حياته. كان براون يفكر في أمر الرجل باسمه الحقيقي، وقد نطق به من دون وعي منه. ولم يلحظ براون أنه فعل ذلك في الوقت المناسب حتى يتدارك نفسه، وفي اللحظة التالية كان اللص قد اندفع نحوه وضغط برأسه على الذراع الحديدية المسئولة عن توجيه دفة القيادة، وقد فعل ذلك بقوة كبيرة حتى إن الدفة ظلت في مكانها وأكمل الزورق تقدمه السريع على طول الجليد من دون أن ينحرف.
زأر سارق البنك قائلا: «أيها المحتال! أهذه خطتك إذن؟ أقسم أنني سألقنك درسا قاسيا في أمور التحري!»
وعلى الرغم من أن براون الشاب كان قويا، فإن الهجوم المباغت وحقيقة أن ستيبلز كان يحكم كلتا قبضتيه حول رقبته ويرتكز بركبتيه على صدره، كل ذلك شل حركة براون وجعله عاجزا تماما. وحتى تلك اللحظة لم يدرك براون كيف خمن السارق ترتيبه.
لهث براون قائلا: «بالله عليك، دعني أنهض! سنخوض في جيب هوائي وسنغرق على الفور.» «سأخاطر بذلك أيها الكلب! حتى أجعلك تلفظ آخر أنفاسك.» تملص بروان برأسه بعيدا عن الذراع الحديدية، آملا أن يتسبب ذلك في انحراف الزورق، إلا إنه ظل محافظا على مساره. وأدرك أن عليه أن يتصرف بسرعة إذا أراد أن ينجو بحياته. شعر براون أن لسانه ينتفخ ويتورم في حلقه الجاف. خارت قواه وكانت رقبته في قبضة حديدية شريرة. فراح يضرب بقدميه بقوة وتسببت إحدى الركلات المواتية بتحريك الدفة بزوايا قائمة تقريبا.
अज्ञात पृष्ठ