قالت الآنسة الشابة الصريحة: «أنت لا تعني ذلك بالطبع؛ لأنك لو كنت تعنيه لما كررت الأخطاء نفسها في كتاب تلو الآخر.»
قال ستريتر: «لا يسع المرء سوى أن يبذل قصارى جهده.» وقد زاد شعوره بالانزعاج رغما عنه؛ ذلك أن المرء لا يستطيع أن يتحدث بلطف مع صديقه الصريح. ثم أردف قائلا: «لا يسع المرء سوى أن يبذل قصارى جهده، كما قال هوبرت الذي شن جده حربا على هاستينجز.»
أجابته الآنسة نيفيل: «بلى، لا يسع المرء سوى أن يبذل قصارى جهده، وإن كان ينبغي لنا أن نتذكر أن الرجل الذي قال هذه الجملة قد قالها قبل أن يهزم مباشرة. يراودني الشعور بأنك لا تبذل قصارى جهدك، وأنك لن تبذل قصارى جهدك حتى يأتي شخص بغيض مثلي ويتحدث معك حديثا صريحا مفيدا.»
قال ستريتر: «ابدئي الحديث الصريح؛ فأنا مستعد وأتوق إلى سماعه.» «هل قرأت المقال النقدي الذي نشر في جريدة آرجوس عن كتابك الأخير؟»
قال ستريتر وهو مذهول بعض الشيء: «هل قرأته؟» وقد جالت بخاطره فكرة اللقاء المرتقب الذي كان قد نسي أمره للحظة. ثم أضاف: «أجل، لقد قرأته؛ وحظيت بشرف لقاء الشخص الذي كتبه هذا المساء.»
انتفضت الآنسة نيفيل في كرسيها حتى إنها كادت تقفز عنه.
وقالت: «لم أكن أريد أن تعرف بذلك! من أخبرك؟ كيف عرفت أنني أكتب مقالات نقدية لجريدة آرجوس؟»
صاح ستريتر وهو مشدوه: «أنت! أتعنين أنك أنت من كتبت ذلك المقال النقدي؟»
غاصت الآنسة نيفيل في كرسيها وهي تتنهد.
وقالت: «هاك، وكما يقول الأمريكيون، لقد كشفني اندفاعي. في النهاية، لم تكن تعلم أنني الكاتبة؟!» «كنت أعتقد أن ديفيسون هو كاتب المقال. لقد عرفت ذلك من أرفع المسئولين.»
अज्ञात पृष्ठ