मसीह का दूसरा चेहरा
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
शैलियों
شروح وتعليقات على إنجيل توما
الاستهلال : يدعى مدون هذا الإنجيل، في المقطع الاستهلالي، بيهوذا توما التوأم، وقد وردت كلمة التوأم في النص اليوناني الأصلي «ديديم»
Didymus
لتفسر الكلمة الأرامية «توما» والتي تعني التوأم، فاسم صاحب هذا الإنجيل هو «يهوذا» ولقبه هو «توما» أي التوأم، وتوما هذا هو أحد التلاميذ الاثني عشر، والذي تعزو إليه التقاليد التبشيرية في مناطق فارس والهند، والاتجاه السائد الآن لدى الباحثين بخصوص التلميذ توما، أو يهوذا توما، هو أنه واحد من إخوة يسوع المذكورين في إنجيل متى 13: 54-56، حيث نقرأ: «أليست أمه مريم، وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟» (قارن أيضا مع إنجيل مرقس 6: 3)، وقد تعززت هذه الفرضية بعد اكتشاف نص «كتاب توما المناضل» بين مخطوطات نجع حمادي، حيث ينادي يسوع توما ب «يا أخي»، ويقول له أيضا: «بما أنك تدعى أخي». (1) المقصود بالخفاء هنا هو عمق المعنى، لا سرية النص؛ ولهذا قال: إن من يعرف تأويل هذه الأقوال لن يذوق الموت. (2) إن عملية المعرفة هي جوهر وجود الغنوصي، وعليه متابعتها على الدوام دون كلل أو يأس ؛ لأنها ستقود في النهاية إلى الاستنارة التي يصاحبها في البداية الدهشة والاضطراب، يليها الغبطة والسكون الداخلي، الذي يجعل صاحبه في سيطرة تامة على نفسه وعلى المؤثرات الخارجية. (3-أ) ليس ملكوت السماء واقعة تاريخية سوف تحل في أجل قريب أو بعيد، بل هو حاضر هنا والآن، وأقرب إلى الإنسان من حبل الوريد، فمن عرفه في داخله رآه مبسوطا في خارجه، ولكن غير العارفين لا يرونه، وقد استخدم يسوع هنا أسلوبا تهكميا في حديثه عن أسماك البحر وطيور السماء، ساخرا من مفهوم الملكوت التوراتي، وقد ورد في إنجيل لوقا 17: 20-21 قول مشابه: «إن ملكوت الله لا يستدل عليه بشيء، ولا يقال لكم هو ذا هنا أو هو ذا هناك، فإن ملكوت الله هو فيكم.» (3-ب) في إنجيل توما، كما في بقية الأدبيات الغنوصية، تقترن الروح بالثروة، والجسد بالفقر، فمن عرف نفسه عرفه ربه ومد له يد الخلاص، ومن لم يعرف نفسه بقي مقيما في الجسد المادي أسيرا لدورة التناسخ. (4) الشيخ الطاعن في السن، هنا، يمثل الإيمان اليهودي القديم، بينما يمثل الطفل الإيمان المسيحي الجديد الذي يهب الحياة.
لقد اعتقد اليهود أنهم أهل الملكوت والسباقون إليه، ولكن يسوع يقول لهم إنهم قد غدوا آخرين، أما المسيحيون الذين جاءوا في الزمن متأخرين فسيغدون الأولين والسباقين إلى الملكوت.
وإني أرجح أن جملة من النص الأصلي قد سقطت من الترجمة القبطية التي أعيد بناؤها على الشكل التالي: «ذلك أن كثيرا من الأولين سيغدون آخرين، ومن الآخرين يغدون أولين ويصيرون واحدا.» وإعادة البناء هذه تستند إلى ما ورد في إنجيل متى: «كثير من الأولين يصيرون آخرين ومن الآخرين يصيرون أولين» (19: 30)، وهؤلاء الآخرون يصيرون واحدا، أي يكتملون بالمصطلح الغنوصي. (5) المعرفة الحقة للعالم تكشف لك أصله المتجذر في الشر والظلام. (6) يعلن يسوع هنا سدى الطقوس التي أسست لها شريعة موسى، وينتقد الأخلاقية البراغماتية اليهودية، وقوله هنا شبيه من حيث المضمون بقول له في إنجيل متى: 22، فقد سأله أحد الفريسيين: يا معلم، ما هي أكبر وصية في الشريعة؟ فقال له: أحبب الله ربك ... أحبب قريبك حبك لنفسك، بهاتين الوصيتين يرتبط كلام الشريعة كلها والأنبياء.
ويمكن مقارنة الشطر الثاني من هذا القول بما ورد في إنجيل متى: «فما من مستور إلا سيكشف، وما من مكتوم إلا سيعلم» (متى 10: 26)، وبما ورد في إنجيل لوقا: «فما من خفي إلا سيظهر، وما من مكتوم إلا سيعلم» (لوقا 8: 17). (7) ربما كان المراد هنا التعبير عن صراع النوازع البهيمية مع النوازع الروحانية عند الإنسان، فالإنسان الذي يأكل الأسد هو الذي يطهر نوازعه البهيمية ويؤنسنها، والأسد الذي يأكل الإنسان هو النوازع البهيمية التي تسيطر على كيان الإنسان وتملؤه؛ لهذا أرجح وجود خطأ ارتكبه الناسخ القبطي، وأن الشطر الأخير يجب أن يقرأ على الوجه التالي: وملعون الإنسان الذي يأكله الأسد فيصير الإنسان أسدا. (8) أمام الإنسان في هذه الحياة خيارات كثيرة في الطريقة التي ينفق بها أيامه المعدودة، المفلحون فقط هم الذين يدركون أن هناك طريقا واحدا لتحقيق الغاية من وجودهم فيتبعونه، وفي قول يسوع هذا شبه بقول له ورد في إنجيل متى: «مثل ملكوت السموات كمثل تاجر كان يطلب اللؤلؤ الكريم، فوجد لؤلؤة ثمينة فمضى وباع جميع ما يمتلك واشتراها» (متى 13: 45). (9) البذار هنا هو تعاليم يسوع، وكيفية تلقيها وفهمها والعمل بها من قبل شرائح مختلفة من الناس، وهذا القول له ما يوازيه في إنجيل متى 13: 3-9، وإنجيل مرقس 4: 3-9، وإنجيل لوقا 8: 7-8، كما ورد في إنجيل يوحنا ما يؤدي المعنى نفسه، ولكن بشكل أكثر اختصارا: «أثبتوا في وأنا فيكم، لم تختاروني أنتم بل أنا الذي اخترتكم، وأقمتكم لتنطلقوا وتثمروا ويبقى ثمركم» (يوحنا 15: 16). (10) أي إن يسوع قد جاء ليقضي على كل ما هو قديم، ويستبدله بكل ما هو جديد، وفي قوله: «ألقيت على العالم نارا»، صورة بلاغية للتعبير عن هذا التغيير الجذري، وقد ورد في إنجيل لوقا: «جئت لألقي على الأرض نارا، وكم أرجو أن تكون قد احترقت» (لوقا 12: 29). (11-أ) الموتى الذين لن يحيوا هم غير العارفين، أما الأحياء الذين لن يموتوا فهم العارفون، لا قيامة عامة للأموات في اليوم الأخير؛ لأن القيامة هي واقعة فردية تحصل للإنسان في لحظة الاستنارة، ومن حقق العرفان قد بعث من الموت قبل أن يموت، وما عليه سوى انتظار واقعة الموت التي ستنزع عنه رداءه المادي وتحوله إلى روح منعتقة. (11-ب) الحياة في هذا العالم تتغذى على الموت، ولكنها في عالم النور تتغذى على النور، وفي قوله: «يوم كنتم واحدا صرتم اثنين» إشارة إلى المفهوم الغنوصي عن الكمال البدئي السابق لانقسام الإنسان إلى ذكر وأنثى، وإني أرجح وجود خطأ في النص القبطي ارتكبه الناسخ، وأن الشطر الأخير من الفقرة (ب) يجب أن يقرأ: «عندما تصيرون واحدا ماذا ستفعلون؟» أي عندما تعود الوحدة الأصلية إلى سابق عهدها، ولعل ما ورد في الفقرة 22 من هذا الإنجيل يؤيد اقتراحي هذا، حيث قال يسوع: «عندما تجعلون الذكر والأنثى واحدا، حتى لا يبقى الذكر ذكرا، ولا الأنثى أنثى». (12) يعقوب البار هو أخو يسوع (راجع متى 13: 55 ومرقس 6: 3)، وكان رأس كنيسة أورشليم في العصر الرسولي (راجع أعمال الرسل 12: 17 و15: 13 و21: 18، وكذلك رسالة بولس إلى أهالي غلاطية 2: 9 و12). (13) يمثل يسوع في اللاهوت المسيحي التقليدي حالة فريدة في تاريخ البشرية وعلاقتها بعالم الألوهة، أما في الفكر الغنوصي فإن غاية الرحلة العرفانية أن تجعل العارف في تماه كامل مع يسوع، بحيث يغدو هو نفسه مسيحا لا مسيحيا، وفي الفقرة 108 من هذا الإنجيل قال يسوع: «من يشرب من فمي يصبح مثلي، وأنا أصير ذلك المرء.» (14-أ) إن الغنوصي الذي يصوم عن العالم ليس بحاجة إلى الصيام التعبدي اليهودي، والذي يكون في حالة تواصل دائم مع الإله ليس بحاجة إلى طقس الصلاة الشكلي، والذي تنبع أخلاقه عن التزام حر وأصيل ليس بحاجة إلى أخلاق الشريعة المفروضة من الخارج. (14-ب) الشطر الثاني من هذه الفقرة يشبه ما ورد في إنجيل لوقا 10: 8: «وأية مدينة دخلتم وقبلوكم، فكلوا مما يقرب إليكم.» وورد في إنجيل متى قوله: «ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان ... فمن القلب تنبعث مقاصد القتل والزنى والفحش والسرقة ...» (15: 10-20). لقد ألغى يسوع شريعة الطعام التوراتية، وحلل للمسيحيين كل الأطعمة دون تمييز بين ما هو طاهر للأكل وما هو نجس، وفي هذا يقول مؤلف إنجيل مرقس بأن يسوع قد جعل كل الأطعمة طاهرة (مرقس 7: 19). (15) ربما كانت الإشارة هنا إلى المسيح الغنوصي الذي لم يولد من امرأة بشرية. (16) ليس يسوع مصلحا اجتماعيا جاء ليرمم ما هو قديم، وإنما هو ثوري راديكالي جاء ليحدث قطيعة تامة مع الماضي، ومثل هذه الرسالة لن تحقق أهدافها إلا بإحداث صدع في البنى الاجتماعية والسياسية والدينية السائدة (قارن مع متى 10: 34، ولوقا 12: 49-51). (17) ملكوت السموات ليس نسخة محسنة عن العالم المادي، بل هو عالم روحاني بحت لا يستطيع أهل هذا العالم تصوره. (18) عندما تجلى المسيح ليوحنا، في كتاب يوحنا السري، قال له: «جئت لأكشف عن حقيقة ما هو كائن ، والذي كان، والذي سيكون.» وفي كتاب توما المناضل قال يسوع لتوما: «تفحص نفسك لكي تعرف من أنت، وكيف جئت، وما الذي ستئول إليه.» أي إن توق الإنسان لمعرفة حال نهايته لن يتيسر قبل معرفة أصله القديم في عالم النور، وشرطه الحالي كأسير في العالم المادي، عند ذلك تنكشف له أحوال النهاية التي تتطابق مع أحوال البداية. (19) يعطف قول يسوع هنا على قوله السابق ويتممه، ذلك أن العارف هو الذي يتوصل إلى إدراك وجوده الروحاني القديم السابق على وجوده الأرضي، وعلى حد قول الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي: «من كان أصله العدم في القدم، كانت غربته الوجود.» (20) ورد في إنجيل متى قوله: «مثل ملكوت السموات كمثل حبة من خردل أخذها رجل فزرعها في حقله. هي أصغر الحبوب كلها، فإذا نمت كانت أكبر البقول، بل صارت شجرة حتى تأتي طير السماء فتستظل في أغصانها» (13: 31-32)، (قارن أيضا مع مرقس 4: 30-32، ولوقا 13: 18-19)، أي إن لملكوت الله قوة خفية تنميه حتى يدرك غايته. (21-أ) الأطفال الصغار هم العارفون الذين حققوا التمام والوحدة الأصلية، والحقل هو العالم الذي يعيش فيه العارفون عيشة الغرباء، أما خلع الثياب هنا فيتضمن معنيين: المعنى الأول أن العارفين قد حققوا التمام والوحدة الأصلية، فصار خارجهم مثل داخلهم، والمعنى الثاني يشير إلى ما حصل في اللحظة الأولى من التاريخ البشري عندما راح آدم وحواء يستران عورتيهما بعد الخطيئة الأصلية، وإلى ما سيحصل في النهاية عندما يخلع العارفون هذه الثياب نفسها كعلامة على النقاء والطهارة، والتخلص من الخطيئة الأصلية التي هي الجهل، ويمكن مقارنة غربة العارفين في هذا العالم بما ورد في إنجيل يوحنا: «إن أبغضكم العالم فاعلموا أنه أبغضني قبل أن يبغضكم، لو كنتم من العالم لأحب العالم من كان منه، ولكن أبغضكم العالم لأنكم لستم منه» (15: 18-19). (21-ب) قال يسوع في إنجيل متى: «فاسهروا إذا؛ لأنكم لا تعلمون أي يوم يأتي سيدكم، واعلموا أنه لو عرف رب البيت أي ساعة من الليل يأتي اللص لسهر ولم يدعه ينقب بيته. فكونوا على أهبة ؛ لأن ابن الإنسان يأتي في ساعة لا تتوقعونها» (24: 42-43)، (قارن أيضا مع لوقا 12: 39-40)، ولكن السهر في إنجيل توما ليس ترقبا لنهاية العالم التي تمهد لها عودة المسيح، كما هو الحال في الأناجيل الإزائية، بل هو سهر ضد العالم ومغرياته. (21-ج) قال يسوع في إنجيل مرقس: «مثل ملكوت الله كمثل رجل يبذر الزرع في الأرض، ثم ينام ويقوم ليل نهار، والزرع ينبت وينمى، وهو لا يدري كيف كان ذلك، فالأرض من نفسها تنبت العشب أولا، ثم السنبل، ثم القمح الذي يملأ السنبل، فإذا أدرك الثمر، أعمل فيه المنجل من ساعته لأن الحصاد قد حان» (4: 26-29)، والمعنى هنا شبيه بمعنى الفقرة 20 سابقا، والتي تتحدث عن حبة الخردل. (22) مرة أخرى يشبه يسوع هنا العارفين الذين حققوا الوحدة الأصلية بالأطفال الصغار. (24) يسوع باعتباره ممثلا لمبدأ العرفان هو في قلب العارف، وطلب المعرفة هو انكفاء على الذات لتتلمس النور الداخلي فيها. (25) راجع التعليق على الفقرة 6، وقارن مع يوحنا 13: 34-35. (26) قارن مع متى 7: 3-4، ولوقا 6: 41-42، والمعنى هنا يدور حول جلي البصيرة الداخلية، حتى تتمكن عين الرأس من الرؤية بوضوح. (27) انظر التعليق على الفقرة 14. (28) البشر في هذا العالم غافلون عن حقيقتهم وشرط وجودهم، وهم أشبه بالنائمين أو السكارى، وفي هذا الموضوع يقول النص الغنوصي المعروف بعنوان «تعاليم سيلفانوس»: قم من هذا النوم الذي يثقل عليك، اصح من الغفلة التي تملؤك بالظلام، لماذا تطلب الظلام مع أن النور متاح لك، الحكمة تناديك، فلماذا تطلب الحماقة. (29) يؤكد يسوع هنا على ثنائية الروح والجسد، وهو يشبه الروح بالثروة والجسد بالفقر. (30) يمكن تفسير هذه الفقرة مقارنة بما ورد في إنجيل يوحنا: «من رآني رأى الآب.» وأيضا: «إني في الآب وإن الآب في» (يوحنا 14: 6-11). (34) الأعمى الذي يقود أعمى آخر، هم الفريسيون الذين يقودون اليهود، قال يسوع في إنجيل يوحنا 9: 38-40: «جئت إلى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمعه بعض الفريسيين الذين كانوا معه فقالوا: أفنحن أيضا عميان؟ قال لهم يسوع: لو كنتم عميانا لما كان عليكم خطيئة، ولكنكم تقولون إننا نبصر، فخطيئتكم ثابتة.» (37) راجع التعليق على الفقرة 21(أ) (39-أ) ورد هذا القول بحرفيته تقريبا عند لوقا: «الويل لكم يا علماء الشريعة، قد استوليتم على مفاتيح المعرفة فلا أنتم دخلتم ولا الذين أرادوا الدخول تركتموهم يدخلون» (11: 52). (39-ب) وورد في إنجيل متى: «ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام» (10: 16). (40) ورد ما يشبه هذا القول عند لوقا (8: 18) وعند مرقس (4: 24) وعند متى (13: 12)، والمعنى هنا قريب من مؤدى قول لكونفوشيوس: «الحكيم يتطور باتجاه الأعلى، أما الجاهل فيتطور باتجاه الأسفل.»
4
فمن ابتدأ طريق المعرفة يزاد له في المعرفة، ومن رضي بجهله ازداد جهلا وحرم حتى من قليل المعرفة الذي يملك. (42) يحيلنا هذا القول مرة أخرى إلى قوله في الفقرة 21، حيث شبه العارفين بأطفال يعيشون في حقل لا يخصهم، فالغنوصي يعيش في هذا العالم لا كمقيم، وإنما كعابر سبيل. (43) يمكن تفسير هذه الفقرة بما ورد في إنجيل يوحنا 14: «لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضا، ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه، قال له فيليبس: يا سيد أرنا الأب وكفانا، قال له يسوع: أنا معكم زمانا هذه مدته، ولم تعرفني يا فيليبس؟ الذي رآني رأى الآب، فكيف تقول أرنا الآب، ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في» (14: 7-10). (45) ورد في إنجيل لوقا 64: 3-45 قول يتطابق إلى حد كبير مع هذا القول، وفي إنجيل متى 7: 16-17 ما يشبهه. (47) الحصانان، أو القوسان، هنا، هما الجسد والروح، وفيما يتعلق بالخمر القديمة والجديدة، والرقعة التي تخاط على الثوب، قارن مع متى 9: 16-17، ومرقس 2: 21-22، ولوقا 5: 36-39، ويسوع هنا ينفي إمكانية التوفيق بين العقيدة اليهودية القديمة والعقيدة المسيحية الجديدة. (48) يظهر في هذا القول المعنى الإيجابي لقوله في الفقرة 16 بأنه قد جاء ليلقي على الأرض شقاقا. (49) راجع شرح الفقرتين 18 و19. (50) الصور النورانية التي تجلى فيها النور الأصلي هي أفلاك القوى الروحانية التي تحيط بالأب الأعلى وتعكس مجده، الروح والراحة، هي الحركة في هذا العالم، والراحة والثبات في الملأ الأعلى. (51) انظر شرح الفقرة 3. (52) يؤكد يسوع هنا على القطيعة مع التاريخ الديني اليهودي. فالشريعة والأنبياء أمر ينتهي مع يوحنا المعمدان ، كما أوضح يسوع في إنجيل لوقا 16: 16، وخمر الإنجيل لا يمكن صبها في آنية عتيقة، كما قال في إنجيل مرقس 2: 21-22، وبعد البشارة هناك أب واحد فقط، وهناك مرشد واحد فقط هو يسوع المسيح، كما قال في إنجيل متى 23: 9-10، وكلمات هذا المرشد لا تزول حتى بعد زوال السماء والأرض: «السماء والأرض تزولان وكلامي لن يزول» (لوقا 33: 34). (53) كما في أقوال سابقة فإن يسوع هنا ينقض شريعة الحرف التوراتية، ويستبدلها بشريعة القلب والروح. وكما كان الصيام الحقيقي هو صيام عن العالم (الفقرة 27)، كذلك هو الختان الحقيقي الذي هو ختان الروح (راجع أيضا شرح الفقرتين 6 و14). (55) يتفق هذا القول مع ما ورد في إنجيل لوقا: «إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته حتى نفسه أيضا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذا، ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا» (14: 26-27)، والمقصود هنا قطع كل الروابط الأرضية بما في ذلك قطع رابطة العارف مع ذاته القديمة. (56) عندما يتوصل الغنوصي إلى معرفة العالم حق معرفته لا يرى فيه سوى جيفة، فيشيح بوجهه عنها ويغدو فوق العالم. (57) الشر في هذا العالم (= الزؤان) مختلط بالخير (البذار الطيب)، ولا يمكن استئصال هذا الشر إلا عندما تعم معرفة الله على أوسع نطاق بين البشر. (58) راجع شرح الفقرة 2. (59) لن يرى الله بعد الموت إلا من رآه رؤية القلب الحقة في الحياة. (61-أ) إشارة إلى العارفين الناجين، وغير العارفين الهالكين. (61-ب) يتحقق التمام بالقدر الذي يستطيع فيه الإنسان توسيع مساحة النور في داخله لتطغى على مساحة الظلام، ويبقى المرء منقسما طالما كان في داخله نور خاب هو نور الروح الأصلي، وظلام طاغ هو ظلام النفس الدنيوية. (62-أ) يعطف قول يسوع هنا على قوله في الفقرة 93: «لا تعطوا ما هو مقدس للكلاب، ولا تلقوا بدرركم إلى الخنازير.» (62-ب) لم أجد علاقة لهذا الشطر بما سبقه، ويمكن تفسيره بما ورد في إنجيل متى: «فإذا تصدقت فلا تدع شمالك تعلم ما تفعل يمينك» (6: 3). (63) على المرء أن يبحث عن الكنز الحقيقي الباقي الذي لا ينضب، حيث لا سوس ينخر ولا ديدان تتلف، على حد قول يسوع في الفقرة 76 لاحقا. (64) ورد هذا المثل عند لوقا 14: 16-24، ويمكن تفسيره بما ورد قبله في الآيات 12: 14، حيث قال يسوع: «إذا صنعت غداء أو عشاء، فلا تدع أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقرباءك ولا الجيران الأغنياء؛ لئلا يدعونك هم أيضا فتنال المكافأة على صنيعك، ولكن إذا أقمت مأدبة فادع الفقراء والكسحان والعميان، فطوبى لك إذ ذاك لأنهم ليس بوسعهم أن يكافئوك.»
ويمكن تفسير هذا المثل في إحجام اليهودي عن رسالة يسوع، بعد أن كانوا أول من دعي، والتفات يسوع إلى الأمم من غير اليهود. (65) الكرامون هم اليهود قتلة الأنبياء، والابن هو يسوع، وفي إنجيل متى وصف يسوع اليهود بأنهم قتلة الأنبياء: «أيها الحيات أولاد الأفاعي، أنى لكم أن تهربوا من عقاب جهنم؟ ها أنا ذا أرسل لكم من أجل ذلك أنبياء وحكماء وكتبة، ففريقا تقتلون وتصلبون، وفريقا في مجامعكم تجلدون ومن مدينة إلى مدينة تطاردون، حتى يقع عليكم كل دم زكي سفك على الأرض» (23: 33-35).
अज्ञात पृष्ठ