मसीह का दूसरा चेहरा
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
शैलियों
17
تبعا لهذه الأنواع الثلاثة من الشبحية، فإن الآثار الخلاصية لآلام وصلب المسيح، تتفاوت من مدرسة إلى أخرى، وفي شكلها المتطرف فإن الشبحية الراديكالية لا تعترف بأي أثر خلاصي لحادثة الصلب؛ لأن المسيح لم يصلب ولم يمت ولم يقم من بين الأموات. وفي هذا الشأن يقول المخلص في أحد نصوص نجع حمادي: «فاعلم إذا أني لم أسلم إلى أيديهم كما ظنوا، ولم أتألم أبدا ... لم أمت في الحقيقة، وإنما شبه لهم موتي ... ولم أتألم إلا في نظرهم وتقديرهم ... في جهالتهم وعماهم، عندما سمروا رجلهم على موتهم ... وبعملهم هذا فقد أدانوا أنفسهم وحكموا على أنفسهم ... لم أتجرع الخل والمرار كما رأوني أفعل، بل هو شخص آخر، لم أكن من ضربوه بالعصا، بل هو شخص آخر، ولقد سخرت في الأعالي من جهل الأراكنة ومن تبجحهم.»
18
وفي نص «أعمال يوحنا»، نجد التلميذ يوحنا الحبيب يلجأ إلى جبل الزيتون بعد أن أسلم المخلص إلى الصلب، عندما يتجلى له المخلص ويقول له: «بالنسبة لهم هناك في الأسفل، أنا مصلوب في أورشليم، وأتجرع الخل والمرار وأطعن بالحراب ... ولكني لست ذلك المعلق على الصليب، ولم أعان أيا من تلك الآلام.»
19
وفي الحقيقة فإن الغنوصية تعكس رمزية الصليب، «فلقد جاء المسيح ليصلب العالم، لا لكي يصلب من قبل العالم.» على حد تعبير أحد نصوص نجع حمادي.
20
فإذا لم يكن المسيح قد مات في جسد مادي ثم بعث في جسد مادي أيضا، فإن البعث الذي يعد به العارفين ليس بعث الأجساد وإنما بعث الأرواح، وروح العارف لا تبعث من خلال قيامة عظمى للأموات في آخر الزمان، وإنما من خلال قيامة فردية يحققها الغنوصي من خلال كدحه الروحي الفردي، الذي يقود إلى انفلات روحه بعد الموت من سيطرة الأركون الأعظم وحكام هذا العالم المادي، وعلى حد تعبير بولس الرسول في مقطع من الرسالة إلى أهالي كورنثة، لا يخفى طابعه الغنوصي الواضح، فإن جسد الإنسان: «يزرع في فساد ويقام في عدم فساد، يزرع في ضعف ويقام في قوة، يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا ... فأقول هذا أيها الإخوة: إن لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد» (15: 42-50).
فالقيامة تبدأ في هذه الحياة من خلال معرفة النفس التي تقود إلى تنبيه جذوة الروح النائمة في مرقدها الأرضي، ومن خلال الإصغاء إلى دعوة المخلص، وهذا هو مؤدى القول الإشكالي الوارد في إنجيل فيليب، حيث نقرأ: «إن من يقول بأن المسيح قد مات أولا ثم قام، هو على خطأ؛ لأن المسيح قد قام أولا ثم مات.» وأيضا: «إن من يقول بأن عليه أن يموت أولا ثم يبعث بعد ذلك، هو على خطأ؛ لأن الإنسان إذا لم يختبر القيامة وهو حي، فإنه لن يتلقى شيئا بعد موته.»
21
अज्ञात पृष्ठ