मसीह का दूसरा चेहरा
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
शैलियों
أما قصة الميلاد نفسها فتحتوي على أخطر المداخلات اليهودية في الإنجيل، وهي المداخلة التي رسخت الأصل اليهودي ليسوع، فأسرة يسوع ليست أسرة جليلية متهودة، بل هي أسرة يهودية من مدينة بيت لحم الواقعة في مقاطعة اليهودية، ويسوع ولد في بيت عادي من بيوت بيت لحم؛ حيث قصده المجوس هناك وسجدوا له وقدموا الهدايا، ولكي يعطي قصته هذه مصداقية، نراه يقتبس من العهد القديم نبوءة حول المسيح المنتظر، ولكنه يعدلها بطريقة تخدم أهدافه عندما يقول بأن ميلاد يسوع في بيت لحم يهوذا قد حقق النبوءة القديمة القائلة: «وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا، لست الصغيرة في ولايات يهوذا، فمنك يخرج وال يرعى شعبي إسرائيل.» وفي الحقيقة فإن النبوءة الوحيدة التي يمكن أن تتطابق مع ما اقتبسه متى، هي الواردة في سفر ميخا 5: 2 والتي تقول: «أما أنت يا بيت لحم أفراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل .» وبما أن «أفراتة» التي يذكرها هذا النص تقع في منطقة الجليل، على ما نفهم من عدة مواضع في سفر التكوين، وفيها تقع مدينة بيت لحم الجليلية التي كان مؤلف متى يعرفها جيدا، فقد عمد إلى التلاعب بنص العهد القديم وحول بيت لحم أفراتة الصغيرة على أن تكون بين ألوف يهوذا، إلى بيت لحم أرض يهوذا التي ليست أصغر ولايات يهوذا، ومنها يخرج وال يرعى شعب إسرائيل وهذه نقطة سوف نعود إليها بالتفصيل لاحقا.
ولكي يبرر متى وجود أسرة يسوع في الجليل ونشأته وتبشيره هناك، فإنه يبتكر قصة هرب العائلة المقدسة إلى مصر؛ خوفا من هيرود الذي كان يبحث عن الطفل ليقتله، وعندما توفي هيرود، ويسوع ما زال طفلا صغيرا، عاد يوسف ليسكن مع عائلته في موطنه الأصلي بيت لحم، ولكنه عرف لدى وصوله إلى أرخيلاوس، قد خلف أباه هيرود على حكم اليهودية، فخاف ونزح بعائلته إلى الجليل حيث سكن في مدينة الناصرة، وهنا يبتكر متى نبوءة لم ترد في أي موضع من أسفار العهد القديم عندما قال: «فسكن فيها ليتم ما أوحي إلى الأنبياء فقالوا: إنه ناصريا يدعى.»
ومن ناحية أخرى فقد كان لمتى من وراء قصة قيام هيرود بقتل كل المواليد في بيت لحم، على أمل أن يكون يسوع بينهم، هدف لاهوتي بعيد المرامي، فيسوع هو موسى الجديد، معلم إسرائيل القديم في حلة جديدة، فكما أمر فرعون في سفر الخروج بقتل كل المواليد العبرانيين الذكور إبان الوقت الذي ولد فيه موسى، كذلك يأمر الفرعون الجديد، وهو الملك هيرود الشرير، بقتل كل مواليد بيت لحم، ولكن يسوع ينجو مثلما نجا موسى عندما أودعته أمه في سلة ورمته إلى نهر النيل (سفر الخروج 1 و2).
وسواء في قصة الميلاد الافتتاحية أم في بقية إنجيل متى، يحاول المؤلف على الدوام إثبات المطابقة بين يسوع وبين مسيح العهد القديم، من خلال إيراد الأقوال النبوية التوراتية، وتوجيهها لتنطبق على سيرة يسوع، فهو يولد من عذراء تحقيقا لنبوءة إشعياء 7: 14: «هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا يدعى عمانوئيل ...» ويكون مولده في بيت لحم تحقيقا لنبوءة ميخا 5: 2: «وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا ... إلخ.» وهيرود يقتل مواليد بيت لحم تحقيقا لنبوءة إرميا 31: 15: «صراخ سمع في الرامة، بكاء ونحيب، راحيل تبكي على بنيها ...» والعائلة المقدسة تلجأ إلى مصر تحقيقا لنبوءة هوشع 11: 1: «من مصر دعوت ابني.» وهو يسكن في كفر ناحوم، بعد الناصرة، تحقيقا لنبوءة إشعيا 9: 2: «أرض زبولون وأرض نفتالي، طريق البحر، عبر الأردن جليل الأمم، الشعب القاعد في الظلمة أبصر نورا باهرا.» ويوحنا المعمدان يبدأ مهمته التبشيرية قبل يسوع، تحقيقا لنبوءة ملاخي 3: 1: «ها أنا ذا أرسل رسولي قدامك ليعد الطريق أمامك.» ويسوع يكلم مستمعيه بالأمثال تحقيقا لنبوءة وردت في المزمور 77: 2: «أنطق بالأمثال وأعلن ما كان خفيا.» وهو يطرد الأرواح الشريرة من الممسوسين ويشفي المرضى، تحقيقا لنبوءة إشعيا 53: 4: «أخذ أمراضنا وحمل أسقامنا.» وروح الرب يحل عليه ليبشر الأمم، تحقيقا لنبوءة إشعيا 42: 1-2: «هو ذا فتاي
4
الذي اخترته حبيبي الذي رضيت عنه، سأفيض روحي عليه فيبشر الأمم بالحق.» وتتتابع هذه النبوءات عبر حياة يسوع التبشيرية وصولا إلى مشهد الصلب، عندما سقوه خلا فيه مرارة ليشربها، ثم اقترعوا على ثيابه، حيث تم هذا تحقيقا لما ورد في المزمور 69: 21: «ويجعلون في طعامي علقما، وفي عطشي يسقونني الخل.» ولما ورد في المزمور 22: 18: «ثقبوا يدي ورجلي، أحصي كل عظامي، وهم ينظرون ويتفرسون، يقسمون ثيابي بينهم، وعلى لباسي يقترعون.» (4) الميلاد بحسب لوقا
الإصحاح الأول (5) كان في عهد هيرود ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا، له امرأة من بنات هارون اسمها أليصابات. (6) وكانا كلاهما بارين عند الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه، ولا غبار عليهما. (7) ولم يكن لهما ولد لأن أليصابات كانت عاقرا، وقد طعنا كلاهما في السن. (8) وبينما هو يكهن لدى الله في نوبة فرقته. (9) ألقيت القرعة جريا على سنة الكهنوت، فأصابته ليدخل هيكل الرب ويحرق البخور. (10) وكانت جماعة الشعب كلها تصلي في خارج المذبح عند إحراق البخور. (11) فتراءى ملاك الرب قائما عن يمين مذبح البخور. (12) فاضطرب زكريا حين رآه، واستولى عليه الخوف. (13) فقال له الملاك: يا زكريا لا تخف، إن دعاءك قد سمع، وستلد امرأتك ابنا فسمه يوحنا. (14) وستلقى فرحا وابتهاجا، ويفرح بمولده أناس كثيرون. (15) لأنه سيكون عظيما لدى الرب ولن يشرب الخمر ولا مسكرا، ويمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمه. (16) ويهدي كثيرا من بني إسرائيل إلى الله ربهم. (17) ويتقدمه روح إيليا وقوته، ليعطف بقلوب الآباء على الأبناء، ويرجع العصاة إلى حكمة الأبرار، فيعد للرب شعبا صالحا. (18) فقال زكريا للملاك: بم أعرف هذا، وأنا شيخ كبير وامرأتي طاعنة في السن؟ (19) فأجابه الملاك: أنا جبرائيل القائم في حضرة إله، أرسلت إليك لأبلغك هذه البشرى. (20) وستصاب بالخرس فلا تستطيع الكلام إلى يوم يحدث ذلك لأنك لم تؤمن بكلامي، وكلامي سيتم في أوانه. (21) وكان الشعب ينتظر زكريا متعجبا من إبطائه في الهيكل. (22) فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم فعرفوا أنه رأى رؤيا في الهيكل، وكان يخاطبهم بالإشارة وبقي أخرس. (23) فلما انتهت أيام خدمته انصرف إلى بيته. (24) وبعد تلك الأيام حبلت امرأته أليصابات، فكتمت أمرها خمسة أشهر وكانت تقول: (25) هذا ما آتاني الرب من فضله يوم عطف علي، فأزال عني العار من بين الناس. (26) وفي الشهر السادس أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل تدعى الناصرة. (27) إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. (28) فدخل إليها فقال: السلام عليك أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك. (29) فاضطربت لهذا الكلام وقالت في نفسها ما معنى هذا. (30) فقال لها الملاك: يا مريم لا تخافي قد نلت حظوة عند الله. (31) فستحملين وتلدين ابنا تسمينه يسوع. (32) فيكون عظيما وابن العلي يدعى، ويوليه الله ربنا عرش داود أبيه. (33) ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر، ولن يكون لملكه انقضاء. (34) فقالت مريم للملاك: أنى يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا؟ (35) فأجابها الملاك إن الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلي تظللك؛ لذلك يكون المولود قدوسا وابن الله يدعى. (36) وإن قريبتك أليصابات قد حبلت هي أيضا بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي كانت تدعى عاقرا. (37) فما من شيء يعجز الله. (38) فقالت مريم: أنا أمة الرب فليكن لي كما قلت. وانصرف الملاك من عندها. (39) وفي تلك الأيام مضت مريم تجد السير إلى الجبل إلى مدينة يهوذا [أورشليم]. (40) ودخلت بيت زكريا فسلمت على أليصابات. (41) فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس. (42) فهتفت بأعلى صوتها: مباركة أنت بين النساء ومباركة ثمرة بطنك. (43) أنى لي أن تأتيني أم ربي؟ (44) فما أن وقع صوت سلامك في مسمعي حتى اهتز الجنين طربا في بطني. (45) فطوبى لك يا من آمنت بأن ما بلغها من عند الرب سيتم. (46) فقالت مريم: تعظم الرب نفسي. (47) وتبتهج روحي بالله مخلصي. (48) لأنه عطف على أمته الحقيرة، سوف تهنئني جميع الأجيال. (49) لأن القدير آتاني فضلا عظيما قدوس اسمه. (50) ورحمته للذين يتقونه من جيل إلى جيل. (51) كشف عن شدة ساعده فشتت ذوي القلوب المستكبرة. (52) أنزل الأعزاء عن العروش ورفع الأذلاء. (53) أشبع الجياع من الخيرات وصرف الأغنياء فارغين. (54) نصر عبده إسرائيل. (55) فتذكر ما وعد به آباءنا من رحمة لإبراهيم وذريته إلى الأبد. (56) ومكثت مريم عندها نحو ثلاثة أشهر ثم عادت إلى بيتها. (57) وأما أليصابات فلما حان موعد ولادتها وضعت ابنا. (58) فسمع جيرانها وأقاربها بأن الرب رحمها رحمة عظيمة ففرحوا معها. (59) وجاءوا في اليوم الثامن ليختنوا الطفل وسموه باسم أبيه زكريا. (60) فاعترضت أمه وقالت: لا بل يسمى يوحنا. (61) قالوا: ليس في قرابتك من تسمى بهذا الاسم. (62) وسألوا أباه بالإشارة ماذا يريد أن يسمي. (63) فطلب لوحا وكتب: اسمه يوحنا، فتعجبوا كلهم. (64) فانفتح فمه من ساعته وانطلق لسانه فتكلم وبارك الله. (65) فاستولى الخوف على جيرانهم أجمعين وتحدث الناس بجميع هذه الأشياء في جبال اليهودية كلها. (66) وكان كل من سمع بذلك يحفظه في قلبه قائلا: ما عسى أن يكون هذا الطفل؟ فإن يد الرب كانت معه. (67) وامتلأ أبوه زكريا من الروح القدس فأنبأ قال: (68) تبارك الله إله إسرائيل لأنه تفقد شعبه وافتداه. (69) فأقام لنا قرن خلاص في بيت عبده داود. (70) كما وعد بلسان أنبيائه الأطهار في العهد القديم. (71) إنقاذا لنا من أعدائنا وأيدي جميع مبغضينا. (72) ورحمة لآبائنا وذكرا لعهده المقدس. (73) والقسم الذي أقسمه لأبينا إبراهيم بأن ينعم علينا. (74) فننجو من أيدي أعدائنا. (75) ونعبد بالتقوى والبر غير خائفين طوال أيام حياتنا. (76) وأنت أيها الطفل ستدعى نبي العلي لأنك تتقدم الرب لتعد طرقه. (77) وتعلم شعبه أن الخلاص هو في غفران خطاياهم. (78) تلك رحمة من لطف إلهنا يتفقدنا لها الشارق من العلى. (79) ليضيء للقاعدين في الظلمة وظلال الموت ويسدد خطانا لسبيل السلام. (80) وكان الطفل ينمو وتزكو روحه وأقام في البراري إلى أن ظهر لإسرائيل.
الإصحاح الثاني (1) وفي ذلك الزمان، أمر القيص أغسطس بإحصاء جميع أهل المعمورة. (2) وجرى هذا الإحصاء الأول؛ إذ كان كيرينيوس حاكما في سورية. (3) فذهب جميع الناس ليكتتب كل واحد في مدينته. (4) وصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم، فقد كان من بيت داود وذريته. (5) ليكتتب ومريم خطيبته وكانت حاملا. (6) وبينما هما فيها حان وقت ولادتها. (7) فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في مذود لأنه لم يكن لهما موضع في الفندق. (8) وكان في تلك الناحية رعاة يبيتون في البرية يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم. (9) ففاجأهم ملاك الرب وأشرق مجد الرب حولهم فخافوا خوفا شديدا. (10) فقال لهم الملاك: لا تخافوا إني أبشركم بفرح عظيم يعم الشعب بأجمعه. (11) ولد لكم اليوم مخلص في مدينة داود وهو المسيح الرب. (12) وإليكم هذه العلامة: ستجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. (13) وانضم إلى الملاك بغتة جمهور من جند السماء يسبحون الله فيقولون: (14) المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. (15) فلما انصرف الملائكة عنهم إلى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض: هلم بنا إلى بيت لحم فنرى هذا الحدث الذي أنبأنا به الرب. (16) وجاءوا مسرعين فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضطجعا في المذود. (17) فجعلوا بعدما رأوا الطفل يخبرون بما قيل لهم فيه. (18) فصار كل من سمع الرعاة يعجب مما حدثوه به. (19) وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور وتتأملها في قلبها. (20) ورجع الرعاة وهم يمجدون الله، ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا كما أنبئوا. (21) ولما بلغ يومه الثامن وهو اليوم الذي يجب أن يختن فيه، سمي يسوع، كما سماه الملاك قبل أن يحبل به. (22) ولما حان يوم طهورهما بحسب شريعة موسى صعدا به إلى أورشليم ليقرباه إلى الرب. (23) كما تقضي شريعة الرب من أن كل بكر ذكر ينذر للرب. (24) وليقربا ما تفرضه شريعة الرب: زوجي يمام أو فرخي حمام. (25) وكان في أورشليم رجل بار تقي اسمه سمعان، ينتظر الفرج لإسرائيل، والروح القدس نازل عليه. (26) وكان الروح القدس قد أوحى إليه أنه لا يذوق الموت قبل أن يرى مسيح الرب. (27) فأتى إلى الهيكل بوحي من الروح ولما دخل بالطفل أبواه ليؤديا عنه ما تفرضه الشريعة. (28) حمله على ذراعيه وبارك الله ثم قال: (29) رب أطلق الآن عبدك بسلام وفاقا لقولك. (30) فقد رأت عيناي ما أعددته من خلاص. (31) للشعوب كلها. (32) نورا لهداية الأمم ومجدا لشعبك إسرائيل. (33) وكان أبوه وأمه يعجبان مما يقال فيه. (34) وباركهما سمعان ثم قال لأمه مريم: إنه جعل لسقوط كثير من الناس وقيام كثير منهم في إسرائيل وآية ينكرونها. (35) وأنت سينفذ سيف في نفسك لتنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة. (36) وكان هناك نبية هي حنة ابنة فانوئيل من سبط أشير، طاعنة في السن، عاشت مع زوجها سبع سنوات بعد بكارتها. (37) ثم بقيت أرملة فبلغت الرابعة والثمانين من عمرها لا تفارق الهيكل متعبدة بالصوم والصلاة ليل نهار. (38) فحضرت في تلك الساعة وأخذت تحمد الله وتحدث بأمر الطفل كل من كان ينتظر فداء أورشليم. (39) ولما أتما جميع ما تفرضه شريعة الرب، رجعوا إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة. (40) وكان الطفل ينمو ويترعرع ويمتلئ حكمة وكانت نعمة الله عليه. (41) وكان أبواه يذهبان إلى أورشليم كل سنة في عيد الفصح. (42) فلما بلغ اثنتي عشرة سنة صعدوا إليها جريا على السنة في العيد. (43) فلما انقضت أيام العيد ورجعا بقي الصبي يسوع في أورشليم من غير أن يعلم أبواه. (44) وكانا يظنان أنه في القفلة فسارا مسيرة يوم ثم أخذا يبحثان عنه عند الأقارب والمعارف. (45) فلما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يبحثان عنه. (46) فوجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل جالسا في حلقة العلماء يستمع إليهم ويسألهم. (47) وكان جميع سامعيه في حيرة من ذكائه وجواباته. (48) فلما أبصراه دهشا فقالت له أمه: يا بني لم صنعت بنا ذلك؟ فأنا وأبوك نبحث عنك متلهفين. (49) فقال لهما: ولم بحثتما عني؟ ألم تعلما أنه يجب علي أن أكون عند أبي؟ (50) فلم يفهما الكلمة التي قالها. (51) ثم نزل معهما وعاد إلى الناصرة وكان طائعا لهما. (52) وكانت أمه تحفظ كل شيء في قلبها، وكان يسوع يتسامى في الحكمة والقامة والحظوة عند الله والناس. •••
هذه هي قصة الميلاد المطولة عند لوقا، والتي لم يفتتحها على طريقة متى بسلسلة نسب يسوع، الأمر الذي يدل على أنه لم يولها الأهمية التي أولاها متى، ولكن لوقا لم يتجاهل تماما نسب يسوع بل أورده لاحقا، وبعد أن جعل يسوع يعتمد على يد يوحنا المعمدان، عندما هبط عليه الروح القدس فهو يقول: (22) ونزل الروح القدس عليه في صورة جسم كأنه حمامة، وأتى صوت من السماء يقول: «أنت ابني الحبيب الذي عنه رضيت.» (23) وكان يسوع في بدء رسالته في نحو الثلاثين من عمره، وكان الناس يحسبونه ابن يوسف ابن عالي. (24) ابن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينا بن يوسف (25) بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجاي (26) بن مآث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا (27) بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شألتئيل بن نيري (28) بن ملكي بن أدي بن قطم بن ألمودام بن عير (29) بن يوسي بن أليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي (30) بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن أليقايم بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود (32) بن يسي بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون (33) بن عميناداب بن آرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا (34) بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارح بن ناحور (35) بن سروح بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح (36) بن قينان بن أرفكشاد بن سام بن نوح بن لامك (37) بن متوشالح بن أخنوخ بن يارد بن مهلئيل بن قينان (38) بن أنوش بن شيت بن آدم ابن الله.
على الرغم من أن سلسلة نسب يسوع عند لوقا تربط يسوع بداود كما هو الحال عند متى، إلا أنها تضيف عنصرا لاهوتيا مهما، فهي إذ تبدأ بالاتجاه المعاكس لاتجاه سلسلة متى، أي من يسوع ويوسف لا من إبراهيم وإسحاق، فإنها تتجاوز إبراهيم إلى بدء الخليقة إلى آدم ابن الله، وبذلك يتقاطع لوقا هنا مع تعاليم بولس بخصوص شمولية رسالة يسوع باعتباره آدم الثاني، فآدم الأول قد وهب الإنسانية الموت، أما آدم الثاني فقد وهبها الحياة.
अज्ञात पृष्ठ