205

वही बगदाद

وحي بغداد

शैलियों

وفي العراق مدن لا يباح فيها بيع الخمر علانية، وأشهر المدن في هذا المعنى مدينة النجف، وهي مدينة كبيرة، ولكنها مع ذلك خالية من الملاهي والملاعب والمراقص، ولم يدخل فيها الراديو إلا بعد جدال طال أمده بين العلماء.

ولما زرت النجف جلست على قهوة، فلامني إخواني هناك، وقالوا: سيكتب في التاريخ أن الدكتور زكي مبارك حين زار النجف جلس على قهوة!!

وسمعت أن أحد الموظفين بالكوفة كان يشرب الخمر سرا، فلما علم الأهالي بخبره طاردوه إلى أن نقلته الحكومة من هناك.

ويمكن القول بأن أهل العراق في جملتهم ينكرون شرب الخمر، تشهد بذلك الحفلة التي أقامها فخامة رئيس الوزراء لأعضاء المؤتمر الطبي فلم يكن فيها شراب غير الماء القراح، ومعنى هذا أن آداب الإسلام لا تزال مرعية في تلك البلاد.

وهناك شارع مشهور يسمى شارع أبي نواس، وكنت أظنه يشبه شارع وجه البركة في القاهرة، فلما رأيته عجبت، لأنه شارع نظيف جدا يساير دجلة بحيث يمكن أن نسميه كورنيش بغداد، وفيه قهوات لا يباح فيها شرب الخمر على الإطلاق.

وإنما نصصت على هذا الجانب من حياة أهل العراق لأنه يدخل في صميم المجتمع، ويمثل أذواق الناس أصدق تمثيل.

وقد لوحظ أخيرا أن الفنادق التي تبيع الخمر تكثر فيها المشاجرات، فاهتمت الحكومة بالأمر وبثت حولها الأرصاد والعيون.

ويتصل بهذا ما شهدته حين دخلت بغداد فقد عرفت أن هناك أوامر تعاقب من يفطرون علنا في رمضان، وكذلك ينقضي شهر الصوم وليس فيه مطعم مفتوح أثناء النهار، وليس معنى هذا أن أهل بغداد يصومون جميعا، ولكن معناه أنهم يراعون آداب الصيام.

وملاهي بغداد تنقسم إلى قسمين: ملاه شرقية، وملاه غربية.

أما الملاهي الشرقية: فتقوم على الغناء والرقص على نحو ما كنا نشهد في القاهرة منذ سنين، وقد عرفت أن البغداديين لا يصفقون حين يطربون للغناء، وهذا فيما علمت كان من أسباب الوحشة التي أحسها الأستاذ محمد عبد الوهاب حين غنى هناك.

अज्ञात पृष्ठ