حضرة الأستاذ محرر المكشوف
أقدم إليك أصدق الشوق إلى لقائك، فإن اللحظات التي قضيتها عندك لم تكن كافية للتعرف إلى أدبك ولطفك، وأعتذر عن الجواب الذي يفصل ما أجملته في الكلمة التي نشرتها بمجلة «الرسالة» عن غرام مي بالرافعي، وهو الغرام الذي تخيله أو ادعاه حضرة الأستاذ سعيد العريان.
وأنت تعرف أني لا أبالي المعارك القلمية، ولكن موقفي في هذه المسألة دقيق، لأني قد أتهم الرافعي - رحمه الله - بالتزيد وسوء الأدب، إن صحت رواية العريان، وكان للرافعي أن يحب من يشاء، ولكن القول بأن مي أحبته وأغرمت به وتهافتت عليه، كلام لا يقول به إلا إنسان مخبول.
بقى الكلام عن سرائر مي وكانت لها سرائر من الحب الدفين، فهل ترى من الذوق، يا سيد فؤاد، أن نفصح عن هذه السرائر تلبية لما سميته أنت رغبة الأوساط الأدبية؟
لقد حدثتمونا أن مي لا تزال صحيحة، فلتعرف في صحتها المنشودة أن في الدنيا أصدقاء نبلاء يبغضون اللغو والفضول.
اعذرني أيها الصديق، إذا طويت ما أعرف من شؤون الآنسة مي، وقد صحبتها أربع سنين في الجامعة المصرية يوم كانت أطيب من العطر، وأرق من الأملود المطلول.
وغضبة الله على الأدب والأدباء إذا استطاعت الألسنة أن تمضغ ذلك العرض النبيل!
أيها الزميل
أرجو أن تذكر أن الذي كتب ذلك الكلام هو أديب عريان، وبعض أهل العري لا يستحون!
هذا، ولا يفوتني أن أشكر من أنطقوني بما لم أقل يوم مررت على بيروت، وكان اختراعهم فرصة لمناوشة الأقلام على صفحات «المكشوف» فقديما قيل:
अज्ञात पृष्ठ