صديقي
ما كنت أحب أن ينشر مثل هذا في جريدتك لولا يقيني بأنه يحارب نزعة خبيثة يعانيها الشبان في هذه الأيام، وقد يكون في قرائك من يعاني من الألم بعض ما أعاني، فالذين في مثل حالي يتمنون أن يكون لهم أبناء نجباء، وأنا أخشى أن يخونني الحظ فيكون أبنائي غير نجباء.
كنت أتمنى أن يصنع أبنائي بعض ما صنعت مع أبي، فما أذكر أن أبى بات ليلة وهو مؤرق الجفن بسببي، وقد هتف باسمي مئات المرات وهو على فراش الموت.
أما بعد، فقد هذبت ألوفا من التلاميذ، وأدخلت النور على ملايين العقول في المشرقين والمغربين، وأنا مع ذلك أتشهى أن يكون لي من صلبي ولد نجيب.
فإن صح رجائي في بعض أبنائي أو في جميع أبنائي فتلك نعمة من الله، وإن خاب رجائي في بعض أبنائي أو في جميع أبنائي فتلك أيضا نعمة من الله.
ألم يجرب الله إيماني فابتلاني بأخطر الأرزاء والخطوب؟
لقد طوفت بالشرق والغرب في الدفاع عن لغة القرآن.
لقد ابتدعت مئات الأقاصيص لأحبب الناس في لغة القرآن.
لقد تفردت بالزهد في الوصولية لأقيم الشاهد على أن الواثق بربه لا يضيع.
لقد وفيت لكل من عرفت لأخلق لوطني أصدقاء، فقد كنت أسمع أن حب الوطن من الإيمان.
अज्ञात पृष्ठ