ثم ماذا؟ ثم ماذا؟
ثم تقولين إنني عجزت عن مداواتك، وعجز معي الدكتور سعيد عبده والأستاذ محمد، وإن شفاءك وقع على يدي الشاب الظريف، وأنا لا أستبعد ذلك فالله عز شأنه قد يضع سره في أضعف خلقه، وما يسوؤني أن ينجح الشاب الظريف فهو تلميذي، ولو لم يكن تلميذي لما أمكن أبدا أن يكون شابا ظريفا.
ولكن كيف جاز لهذا الشاب الظريف أن يخرج على الأدب فيداوي مليحة عليلة بدون أن يستأذنني؟
وكيف جاز لك أيتها السيدة أن ترضي عن ثورة التلامذة على أساتذتهم؟ ألم يبلغك منشور وزارة المعارف؟
سيدتي
من أنت؟ من أنت؟ أحب أن أعرف من أنت لأنفض منك يدي إلى الأبد، فقد كان الظن أن يكون الموت أحب إليك من الخروج على الذوق، والذوق هو أثمن ما تملك المرأة، وهو عندنا قبل المال وقبل الجمال.
سيدتي
لقد سألتني أن أحمل عنك التحية إلى ليلاي بالعراق، وأنا أعتذر عن نقل هذه التحية، لأن ليلاي بالعراق ضحت بعافيتها في سبيلي وأبت أن تظهر لأعضاء المؤتمر الطبي، وقررت أن الغرق في دجلة أحب إليها من الخروج على الأدب مع طبيبها الخاص.
مولاتي
إن كان في هذه الرسالة شيء يسوء فاعذريني، فقد ألفت الشطط في مخاطبة الملاح، لأني عشت مدللا بين الملاح، وأنا مع هذا أفهم قيمة التضحية التي تقدمها سيدة حين تخاطب رجلا، أنا أفهم جيدا أنك صاحبة الفضل، وأعرف أن المعصم الجميل لا يتحرك لكتابة كلمة مثل كلمتك إلا وهو منفصل، ومثلي يحفظ الجميل ولا ينساه، وكل ما أرجوه أن تصوني قلبك فلا يعرف أسراره شاب ظريف ولا شاب سخيف، وأرجو ألا تكويك التجارب فتذكري نصيحتي بعد الأوان، والسلام.
अज्ञात पृष्ठ