20

كثيرا ما كانت الآنسة ميلمور تتلكأ في مغادرة الحرم الجامعي كي تذهب مع كلود إلى المدينة. ومهما حاول أن يضبط طريقة مشيه التي كانت بخطوات طويلة مع مشيتها الرشيقة، فكان لا بد لها أن تلهث وهي تحاول اللحاق به. دائما ما كانت تسقط قفازها أو كراسة الرسم خاصتها أو حقيبة يدها، وأحب هو أن يلتقطها لها وأن يساعدها في لبس الجرموق المطاطي الذي كان ينزلق من عند الكعب. كان يعتقد أنها كانت طيبة جدا بحيث تخصه بالاهتمام وتكون ودودة جدا معه. أقنعته حتى أن ترسمه بملابسه الرياضية كعارض في محاضرة الرسم المخصصة لذلك صباح يوم السبت، وأخبرته أنه يمتلك «جسدا رائعا»، وهي مجاملة أربكته تماما. ولكنه فعل بالطبع ما أرادته.

كان كلود يتطلع دائما لرؤية بيتشي ميلمور، وكان يفتقدها إذا لم يجدها في المكان الخاص بطالبات الرسم في المكتبة، ولا يرى غضاضة في ضرورة أن تشرح له سبب غيابها، وتخبره كم مرة كانت تغسل شعرها وطوله عندما كانت تفكه.

في أحد أيام الجمعة من شهر فبراير، قابل يوليوس إرليش كلود في الحرم الجامعي، واقترح عليه أن يذهبا للتزلج في اليوم التالي.

رد كلود: «حسنا، سأذهب. لقد وعدت الآنسة ميلمور أن أعلمها التزلج. ألن تأتي كي تساعدني؟»

ضحك يوليوس بلطف. «أوه، كلا! في وقت آخر. لا أريد أن أقحم نفسي في ذلك.» «هراء! يمكنك أن تعلمها أفضل مني.» «أوه، لا أمتلك الشجاعة!» «ما الذي تقصده؟» «أنت تعرف قصدي.» «كلا، لا أعرف. على أي حال، لماذا دائما ما تضحك عندما ترى تلك الفتاة؟»

عبس يوليوس قليلا. «لقد كتبت بعض الرسائل العاطفية إلى فيل بوين، وقرأها هو بصوت عال في مساكن الطلاب في إحدى الليالي.»

سأل كلود بعدما استشاط غضبا: «ألم تصفعه؟»

رد يوليوس مبتسما: «حسنا، فكرت أن أصفعه، ولكني لم أفعل. كانت الرسائل سخيفة جدا لدرجة جعلتني لا أود إثارة ضجة حولها. أصبحت متحفظا تجاه خوخة جورجيا منذ ذلك الحين. وإذا تعاملت برقة مع هذا النوع من الشخصيات، فربما يبقى ملتصقا بك.»

رد كلود بغرور: «لا أعتقد ذلك. كل ما هنالك أنها طيبة القلب.»

رد يوليوس معترفا: «ربما أنت على حق. ولكني أخاف كثيرا من الفتيات الطيبات القلب بشدة.» لقد أراد أن يحذر كلود بشأنها منذ وقت طويل.

अज्ञात पृष्ठ