============================================================
2 الوحيد في سلوك أهل التوحيد بالأسكندرية مشهور وبعده ابن القصتاص.
وأخبرني عامر بن نسيم -وكان فقيرا محردا من أصحاب الشيخ الفارسي، وكان صاحبنا مدة ولم يكن له لباسن إلا سجادا في وسطه وسجادا على كتفه وطاقية على رأسه، وكان قد أسن- قال: كنت مرة بظاهر مدينة إسنا من بلاد الصعيد، فأويث إلى مسچد خراب بابه مسدؤد بالشوك فأقمت أشهرا- لا آدري قال شهرين آو ستة أشهر- لم يكن قولي إلا ما يؤمى على الأكوام حثالة الحشف فإهم يصقلونه وتخرج ت خاصيته فيعملون منها الخلع، ويرمون تفله على الأكوام فكنت آكل منه، وربا أكلث الكلاب من جانب وأنا من الجانب الآخر، واسترحث هذه الحالة مدة، فخرحث ذات يوم من المسجد لقضاء حاجة- أو للوضوء أو لا أدري إلا أنه خرج من المسجد- فبصري شخص أو قال رآني شخص فقال لي: أضاعوا الصيلاة واتبعوا الشهوات } [مرتم:59].
وأخبرني الشيخ أبو الفتوح الدماميني أنه أقام عشر سنين يأكل من حب العنصل من التربة، وسنذكر حديثه في موضعه إن شاء الله تعالى.
ورأيت فقيرا عراقيا وكانت له أحوال، وكان لا يشرب من هذه الكيزان ويشرب من آنية من الجلد.
وأصناف الورع كثيرة في الأقوال والأفعال حتى كان أحذهم يمن أعرفه يحسب كلماته في اليوم والليلة ويتعب عليها، ومنهم من كان يمسك الكلمة بين شفتيه حتى يظهر له نورها أو ظلمتها ما لا بأس به من الكلام لأن أنواع الورع في الفضول من الكلام أعظم إذ آفة اللسان من اكبر الآفات لحديث: "وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد السنت هم (الم.
ومال إلى العزلة، واستعد للرحلة، كان كثير الورع والخضوع، غزير الإخبات والخشوع، مبارك الطلعة، مشهور الذكر بين الصوفية والسمعة، يأمر بالمعروف واقتفاء آثاره وله بستان يقتات منه، ويطعم الناس من ثمارهمات بالاسكندرية سنة اثين وستين وستمائق عن خمس وسبعين سنة وانظر الشذرات (312/5)، طبقات الأولياء (319)، والكواكب الدرية (478) .
(1) رواه ابن ماحه في سننه (4/2 131)، والبزار في مسنده(273/6) .
पृष्ठ 32