270

वाहिद फी सुलूक

शैलियों

============================================================

290 الوحيد في سلوك أهل التوحيد عنده رأى في الرؤيا لوا فيه أسماء السعداء وأسماء الأشقياء، ورأى اسم شقيق فيه، فاستيقظ مرعوبا متألما، فنزل إلى الشيخ، فوجده على اجتهاده وتوجهه فقال الشيخ: مالك؟ رأيت اللوح؟ فقال: نعم قال: وهل نحن إلاعبيد يفعل بنا ما يشاء؟

ثم قام الشيخ إلى عبادته وتوجهه ولم يتغير ولم يضطرب لذلك.

فلما كان ثاني ليلة رأى الرحل اللوح الذي رآه، ورأى اسم الشيخ شقيق من السعداء، فاستيقظ فرحا مسرورا، فنزل إلى الشيخ فوجده على اجتهاده فنظر له الشيخ وقال له: محي وأثبت؟ قال: نعم.

وللشيخ شقيق من الشرف والآيات والكرامات كثير، وإنما ذكرنا هذا الاستدلال لأنا لا نخرج فيما قصدناه عمن رأيناه وسمعنا من رآه ورأى من رآه بحسب أهل الزمان.

وحكي أن الشيخ شقيق ورد عليه جماعة من الفقهاء قال: فبينما هم عنده، وإذا بواحد من قطاع الطريق دخل عليه ومعه جمل محمل دقيقا، فقال: يا سيدي نحن اليوم قد خرجنا فوجدنا قافلة وأخذناها، وخرجنا عن هذا الجمل لك آو جعلناه نصيبك- أو كلاما هذا معناه - فقال الشيخ للخادم: افتح الدقيق، ففتحه فوجد فيه سكر، فقال: اعمل الخبز والحلاوة واذبح الجمل واطبخ الطعام -أو كما قال- ففعل، فلما فرغ ومد السماط وقالواء الصلاة، تقدم الشيخ وأكل، وأكل الفقراء، وبقي الفقهاء لا يأكلون؛ لأفم قوم مستمسكون بالظاهر، ولا يعرفون غيره، كان يقول بطرح المكاسب والمطالب، والتوحه في الأسباب والمذاهب، قدم للمعاد، وتتعم للوداد، وثق بكفالة الكفيل فتوكل، واحتهد فيما ألزمه فتحتل وحصل.

وقد قيل التصوف الركون والسكون ونحول الأعضاء والغضون، والتخلى عن القرى والمحصون.

كان من أجل مشايخ خراسان، له كلام حسن في التوكل فاق به الأقران، طالما خاض في المجاهدة الغمرات، واصطلى في الرياضة حر الجمرات، حتى قامت الأدلة على فضله، وأحلب إلى النفس والشيطان بخيله ورجله.

وانظرة حلية الأولياء (58/8)، وصفة الصفوة (159/4)، وشذرات الذهب (431/1)، وطبقات الشعراني (76/1)، وسير أعلام النبلاء (313/9)، والكواكب (113) .

पृष्ठ 270