236

वाहिद फी सुलूक

शैलियों

============================================================

26 الوحيد في سلوك أهل التوحيد كان حليل القدر، كبير الهمة، كثير الكرم، وله أحوال حليلة.

كنت يوما عند بيت الشيخ ناصر الدين والشيخ هاء الدين قد ورد فأخذت فروته على كتفي، فأخبرني أن خادم الشيخ أبي يزيد كان يحمل فروته على كتفه حوكان رجلأ صالحا- فجرى الحديث في مسائلة منكر ونكير في القبر، فقال ذلك الفقير وكان مغربيا -: والله إن سألاني لأقولن لهما ، فقالوا له: ومن يعلم ذلك فقال: اقعدوا على قبري حتى تسمعوا فلما مات المغربي، جلسوا على قبره فسمعوا المسائلة وسمعوه يقول: أتسألونني؟

وقد حملت فروة أبي يزيد على عنقي؟ وربما قال: مضوا وتركوه.

وقلت له: ياسيدي، توحشنا، وكان قد أنس فقال ما أوحشك إلى ست سنين، وإن ملك الموت أخبرني أن عمري أربعة وثمانون سنة، ولي اليوم ثمانية وسبعون سنة، وربا قال: إن بيني وبينه صحبة .

والكلام في حديث الشيخ هاء الدين مع ملك الموت كالكلام في حديث السيد حبريل اليه مع الشيخ تاج الدين، وكذلك أبو الطاهر، كان يخبر عن ملك الموت

الليلا، وربما ذكر أنه جاء ليأخذ أحد أولاده فمسكه عنه، ولعك أجله ما كان جاء وهو الصحيح، وإنما ظهور ذلك كان كرامة لأبي الطاهر.

وكذلك حكي عن الشيخ القرشي طليه أنه دخل على بعض أصحابه وهو في الموت أو قيل له أنه مات فقال: فلان، قم فقام، فقيل له في ذلك فقال: ثم إلا ملك الموت، قلنا له رح طرقاتك راح طرقاته.

وحكي عن الشيخ مفرج رحمه الله تعالى- أنه قد ركب حمارا وتوجه إلى مدينة

قوص، وربما نزل يصلي أو يقضي حاجته، فوقع الحمار ومات، فقالوا له: يا سيدي، مات الحمار؟ فقال: لا، ما مات، وأخذ برسنه وقال له ما تقوله الناس للحمير عندما يسوقوها، فقام الحماز، وركبه الشيخ إلى أن وصل إلى مدينة قوص، فوقع الحمار ميثا باذن الله تعالى.

وكل ذلك جائز في إظهار إكرام الله تعالى لأوليائه، وهو من وراء ستائر العقول، ومن دائرة المحو والإثبات، قإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}

पृष्ठ 236