============================================================
لذ الوحيد في سلوك أهل التوحيد الشيخ صني الدين بن أبي المنصور(1) ومنهم الشيخ صفي الدين بن آبي المنصور رحمه الله تعالى، كان كبير الشأن،
صحب الشيخ أبا العباس الجزار(2) واحتمع بجماعة كثيرة من الأكابر والأولياء، وأحواله حليلة وهمته عالية ومعارفه سنية، وله تصانيف في المعرفة.
وانخلع عن رثاسات كثيرة وعن وزارة آبيه.
والذين صحبهم لا يكادون ينحصرون، وقد ذكرهم في رسالته، منهم الشيخ عتيق صاحب قضيب البان والشيخ آبي العباس المرسي وأصحاب الشيخ أبي الفتح مثل
عبد السلام القليي وغيره من أصحاب الشيخ آبي الحسن بن الصباغ، وكان في زمن الشيخ أبي الحسن بن الصباغ وتأخر إلى زماننا، وأدرك الشيخ مفرج والشيخ أبا الحجاج والشيخ آبا يحيى ولمما وصل إلى مدينة قوص قاصذا الحجاز الشريف حوأنا قليل الاجتماع بالناس في ذلك الوقت، وآنا وحدي ولي عذر عن الخروج - فلم آشعر إلا وقائل يقول: نعم، قلت: نعم، وقد حضر الشيخ صفي الدين، وقد جئت حتى لا اكلفك.
وكنت بعد ذلك آتردد إلى الشيخ إلى حين سفره، وجاء ولده إبراهيم بعد ذلك، وكان رجلا مبارگا رحمه الله تعالى، وكان قدوة في أبناء جنسه، وانتفعت بالشيخ في
حال حياته وبعد وفاته وكان للفقراء به عزة بعز هذه الطريق، ويصول على آبناء الدنيا وله أتباع وأصحاب بمصر المحروسة، ومنهم من يحدث عن رسول الله ، وكان حجابه هيبته وسطوته، فإذا خالطته وجحدته آلطف من النسيم، ولم يقع الاجتماع به إلا المدة التي كان ها في مدينة قوص، وسافر إلى الحجاز ولم يقم بعد عوده من الحجاز كثيرا (1) عبد المؤمن بن عبد الحق، ابن شمائل القطيعي البغدادي، الحنبلي، صفي الدين بن أبي المنصور: عالم بغداد في عصره. مولده 658 ه ووفاته 739 ه. كان يضرب به المثل في معرفة الفرائض، ل" معحم"1 في رحال الحديث، و11 مراصد الاطلاع في الأمكنة والبقاع، اختصر به معجم البلدان لياقوت، و1 تحقيق الأمل في علمي الأصول والجدل11 و11 اللامع المغيث في علم المواريث "1 و11 شرح المحرر"1 لمحد الدين اين تيمية في الفقه، والرسالة في التصوف.
(2) له ذكر في تعطير الأنفاس (ص138)
पृष्ठ 220