============================================================
16 الوحيد في سلوك أهل التوحيد فانظر رحمك الله تعالى إلى هذا العلم وهذا الكشف وهذه الإحاطة التي يستحيل أن يصل إليها أحد إلا بالله تعالى فيرى به ويسمع، كما أورد الدليل في ذلك، وأمثاله تحار العقول، هذا مع كونه قد ظهر بصفة الذل الذي ما رأى أحد قط أذل وما رواه يعقوب بن كرار، وكان من كبار آصحابه، وكان صحب سيدي الشيخ منصور قدس الله تعالى روحه ونور ضريحه -(11 وكان يراعي أوقات الصلاة والأذان سنينا كثيرة، ما فاتته يوما واحدا تكبيرة الإحرام مع الجماعة أو في جماعة قال: كان أحد الأيام وقت الظهر وأنا قائم في المئذنة إذ نادى سيدي أحمد: أي يعقوب، فقلت: لبيك، فقال ليء انزل من أجل الله تعالى.
قال: فنزلت، وهو جالس في محرابه، وفوق يده ذرة أقك من البعوضة، لا يعرف لها عضو، وهي خفية.
فقال لي: آي يعقوب، انظر إلى هذه البعوضة وضعف جلدها وخلقها وهواها، فتأملتها، فقلت: أي سيدي ما أراد الله تعالى من هذه حتى خلقها؟ وإيش الحكمة في خلقها؟ فقال: أي يعقوب، تأدب، إن الله تعالى أراد بخلقها قوة الصنعة، وهي حكمة (1) هو الشيخ متصور البطائحي، صوفي نير الوجه حسن الأخلاق، ذو سيرة سارت فعطرت بأريجها أرجحاء الآقاق، قال الشيخ الرفاعي: كان من اكابر الأولياء، وأرياب الأحوال. أخذ عن خلق، وانتفع به كثيرون.
ومن كلامه من عرف الدنيا زهد فيها، ومن عرف الله آثر رضاه على هواه، ومن لم يعرف نفسه فهو في أعظم غرور، وقال صاحب الانتصار: كان مقامه الشريف مدثورا فرأته امرأة في المنام يأمرها باستخراج قبره الشريف وتكررت الرؤيا، فحدثت المرأة أباها فحفر المكان، فظهر فيه قبر عليه صندوق وفيه مكتوب اسمه فوضع فوقه قبة، وبنى له مشهذا ومسجدا، وأرادوا أن يحفروا له بثرا فرأته في المنام، فأخبرها بمحل يثره القديعة، فحفروا فظهرت لهم البئر، وبقي محله الشريف مزارا يقصده الكبار والصغار، يتبركون به ويرون بركاته، وقد جرب إلا من زاره وتويل إلى الله به في قضاء حاجته تقضى سريعا ونفعنا بيركاته آمين، هذا والله أعلم. وانظر في ترجمته طبقات الشعراني (134/1)، والمعزى للتادلي (393)، وهحة الأسرار (ص265)، وقلائد الجواهر (ص363)، والانتصار للأولياء الأخيار (ص565)، والكواكب (574)، خمستهم .
75 110 17 O[1)
पृष्ठ 186