============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد لا علم له هذه الطريق أنه تنصر أو هود وليس كذلك وإنما هو الطريق الذي سلك عليه فأقر به عند خروج روحه وانتهاء علمه فيموت عليه ويبعث على ما مات عليه.
ت ر لكنه وإن سلك به في طريق ذلك النبي فهو من المقام المحمدي إذ الطرق كلها محمعة في طريقه والمقامات كلها في مقامه، والكلام كله في كلامه ألا تراه كيف قال؟: "أوتيت جوامع الكلم(1ل.
فانظر كيف نسخ الله تعالى بشريعته الشرائع؟ وكك الشرائع وما أتت به منزه
وجعلت له الأرض مسجدا وطهورا.
(2)" وكيف كان السيد آدم التليهلا أبو البشر مظهر الأجسام ويعسوب(11 الأشباح،
وكان هو مظهر الكون ويعسوب الأرواح وكيف أتى آخر الرسل وهو المقدم في المعنى والفضل، وكيف ختم الله تعالى به الرسل؟ وأكمل به الدين ولو بقي حاجة لتكميل الدين لما ختم به، ولو بقي نؤع من الإرشاد والهداية وتيسير الطريق وإقامة الحكة لماكان خاتما.
الا ترى قوله تعالى؟: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) [الأنعام: 153] .
وقوله: قل هذه سبيلي أذغو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} [يوسف: 108].
وكيف قال: اليؤم اكملت لكم دينكم واتمنت عليكم نغمتي ورضيت لكم الإسلام دينأ [المائدة: 3] . ولم يرض إلا ماكان خيرا .
ولأن كل نبي كانت رسالته على قدر أمته في الهداية والتبيين، وكيف كان علماء أمته كأنبياء بني إسرائيل؟، وكيف افترقوا في المذاهب وآثار الصفات؟كافتراق الأنبياء المتقدمين في الإرسال فيكون هذا يأمر أمته بأمر، وهذا يأمر أمته بأمر آخر والمرسل والخد، والجميع على الحق، والآخذون عن الله تعالى من الأولياء كلهم على الحق، وإن وقع الاختلاف بحسب نصيبهم من آثار الصفات؛ إذ طريق الرجاء غير طريق الخوف.
والكمال الاعتدال في الجمع بينهما ولنذكر من كل مقام نبذة يسيرة، وإشارة (1) رواه البخاري (187/3)، ومسلم (371/1)، وأحمد في مسنده (250/2).
(2) اليعسوب ذكر التحل، والمراد بأنها صدرت عنه كما تصدر سلالة النحل من الذكر.
पृष्ठ 18