उम्र के ओएसिस: आत्मकथा: भाग एक

मुहम्मद सिनानी d. 1443 AH
155

उम्र के ओएसिस: आत्मकथा: भाग एक

واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول

शैलियों

وقال كونراد: «أنت شاعر! فهذه أحلام الشعراء، والواقع يقول إن القوى المادية هي التي تسير التاريخ لا الآمال والأحلام.» وانطلق يضرب الأمثلة لا من الشرق أو العالم العربي بل مما يسمى بالديمقراطية الغربية، وأسهب في تبيان سيطرة بعض الطبقات (وصحتها «الفئات») على مسار السياسة البريطانية عبر القرون، وكيف أن «العقد الاجتماعي» الجديد وكان هارولد ويلسون يسميه

social compact (لا

contract ) يعني الاحتفاظ لأصحاب الامتيازات بامتيازاتهم بشرط السماح للآخرين إذا استطاعوا أن يلحقوا بهم، وقال لي في هدوء شديد: «هل تعتبر أن حزب العمال يمثل العمال حقا؟ وهل تعتبر أن تأميم صناعة الصلب خطوة في صالح الطبقة العاملة؟» وأجاب على التساؤلين قائلا: «انظر إلى عدد النواب اليهود في مجلس العموم، 72 نائبا يمثلون من؟ إنهم قطعا لا يمثلون نصف مليون يهودي، وهم أقل الأقليات العرقية عددا في بريطانيا، بل هم يمثلون مصالح كبار التجار اليهود، أرباب تجارة الخرق مثلا (

The rag trade

ومعناها تجارة البلو جينز

blue jeans

وأمثال تلك الأقمشة مما أصبح الشباب يرتديه باعتباره الموضة الجديدة) ومن وراء هذه التجارة ثقافة كاملة تغتنم غضب الشباب على ويلات الحرب والدمار الذي خلفته في الدعوة إلى التمرد الذي لا هدف له، وهي ثقافة يغذيها كبار الكتاب من يهود أمريكا وإنجلترا (أرولد ويسكر، وبيتر شافر، وهارولد بنتر لدينا وعشرات لديهم برئاسة آرثر ميلر، ونورمان ميلار، وهنري ميلر، وصول بيلو، وجورج سيجال وغيرهم) وعندما أقول «لا هدف له» أقصد أن الشباب لا يعرف له هدفا؛ فالتمرد من سمات الشباب في كل عصر، وقد يكون التمرد هو في ذاته الهدف! أما الغاية فهي خدمة مصالح كبار الرأسماليين الجدد!»

ولم أفهم غضب كونراد على الرأسماليين؛ فهو أرستقراطي ومن الطبيعي ألا يؤيد حزب العمال، ولكن هجومه على الرأسماليين بدا محيرا، فعدت أسأل عن صناعة الصلب وكيف لا يرضى عن تأميمها بعد أن دافع هارولد ويلسون دفاعا مجيدا عن ذلك أقنع الجميع؟ وهنا قال كونراد وقد بدأ ينظر في ساعته؛ إذ كانت تقترب من الثانية: «إن لعبة الانتخابات التي أتت بهارولد ويلسون إلى الحكم تتضمن مكافأة من أنفقوا عليها! لقد تعثرت صناعة الصلب؛ لأن الآلات التي كنا نستخدمها بالية، أو قل إنها لم تعد قادرة على المنافسة مع غيرنا من المنتجين وتحديث هذه الصناعة يتطلب استخدام آلات جديدة لا قبل لأرباب أو أباطرة صناعة الصلب (the steel tycoons)

بتكاليفها؛ ولذلك رحبوا بتدخل الدولة لإقالتهم من عثرتهم بأموال دافعي الضرائب.» وقلت بصوت حاولت أن يجاري صوت كونراد في انخفاضه وبعده عن الحماس: «ولكن تحديث الصناعة سيعود بالخير على العمال وعلى الدولة.» فأومأ موافقا وأضاف: «ويتضمن نجاح مرشحي حزب العمال في منطقة سالفورد

Salford ، ولو في المستقبل القريب.» ونهض من مجلسه وهو يقول: «ولكن هارولد ويلسون لن ينجح في أي انتخابات قادمة، بل ستأتي حركة البندول (the swing of the pendulum)

अज्ञात पृष्ठ