उम्र के ओएसिस: आत्मकथा: भाग एक
واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول
शैलियों
Aldwych - مقر فرقة شيكسبير الملكية، وعرجنا على مسرح كفنت (كوفنت) جاردن
Covent Garden
حيث تعرض مسرحية موسيقية، وأخيرا عدنا إلى المنزل وقد أنهكنا طول التجوال، فوجدنا سامي أبو طالب في انتظارنا وقد أعد لنا عشاء خاصا، وبعد الطعام أكملنا السمر في غرفة سامي حتى حان موعد النوم، وفي الصباح اصطحبته للمطار وفي حلقي غصة؛ فقد بدأت أيام الغربة حقا، وعلي أن أنتظر عاما على الأقل حتى تنتهي نهاد خطيبتي من دراستها وتلحق بي في لندن.
أصبح قطار المترو (The Underground)
عادة يومية، أستقله في الصباح في الثامنة حتى أصل إلى الحديقة فأسير حتى الكلية، ثم أنتظر افتتاح المكتبة في التاسعة فأكون أول الداخلين، وأقرأ حتى الحادية عشرة - موعد القهوة - فأخرج لتناول القهوة بأربعة بنسات، ثم أعود للقراءة حتى الثانية عشرة والنصف، فأخرج لتناول الغداء، حتى الثانية - وكان ذلك موعد الأستاذ يوم الإثنين - أما في الأيام العادية فأعود إلى المكتبة حتى الرابعة - موعد الشاي - ثم أستأنف القراءة حتى السابعة - موعد العشاء!
وعندما قابلت المشرف في ذلك اليوم (31 / 5) لم ألق بالا إلى هشاشته فهي لا تعني شيئا، بل ركزت اهتمامي في الألفاظ التي سينطقها كأنما كان مستقبلي متعلقا بها، وعندما بدأ الحديث كان ما يزال يحدق في الأوراق التي كتبت فيها المقال، ثم استدار فجأة ليقول «أرى أنك تعلمت الدرس» فأردف ذلك ببسمة صافية، ثم قال كأنما يكلم نفسه «لم تكن هذه الفتاة تلميذة مجتهدة في يوم من الأيام .. ما رأيك في هذا الكتاب؟» وتملكني الصمت والذهول. لم أكن أدري أنه يعرف المؤلفة معرفة وثيقة، ولم أكن أعرف رأيه الشخصي فيها ولا في الكتاب، فتلعثمت وهو ينقل بصره بيني وبين الأوراق، فأجبت على سؤاله بسؤال من عندي، وهي حيلة أوصاني بها الدكتور مجدي وهبة (رحمه الله) للخروج من المأزق، فقلت: «ما رأيك في المقال؟» ويبدو أن الأستاذ فطن للحيلة فقال ضاحكا: «يبدو أنك راض عن الكتاب!» وهنا أدركت أنه كان يريدني أن أهاجم المؤلفة، فقلت بنبرات واثقة وضعت فيها كل ما أملك من التواضع: «لقد حاولت عرض ما تقول بأمانة، وموضوعية.» ونجحت الحيلة؛ إذ قال بسرعة «وأتيت في مقالك بالأفكار التي سرقتها من أستاذنا السير موريس رحمه الله! هذه من لصوص الأفكار يا مستر عناني! هل تعرف أنها سرقت مني أنا عبارة وضعتها في بحث التخرج عندما كنا في أوكسفورد
Oxford ؟ وهل تتصور أنها كوفئت على تلك العبارة بتقدير ممتاز في البحث؟» وصمت ليرقب تأثير ذلك الخبر علي فسألته: «عبارة واحدة؟» فأسرع يقول «كانت العبارة الأساسية (
Key ) التي أوضحت للممتحن إلمامها بالموضوع!» وقلت في دهشة صادقة هذه المرة: «وماذا فعلت أنت؟» فضحك وقال: «كان ذلك من زمن بعيد، وقد أغلقنا الملف وانتهينا!» ولم أجد ما أقوله فساد الصمت، وقام ليفرغ لنفسه شرابا من الجلوكوز يستمد منه القوة؛ فقد كان شيخا واهنا، ثم قال: «أعتقد أنك قادر على الكتابة، ويجب أن تبدأ بصياغة عنوان دقيق للرسالة حتى يتسنى التسجيل قبل انتهاء الفصل الدراسي.» وسألته إن كان العنوان وحده كافيا للتسجيل فأجاب بالإيجاب، وقال إن ما كتبته في خطاباتي لرئيسة القسم مقنع وسيرضى عنه مجلس الجامعة (
The Senate ) وسألته عن الإجراءات والأوراق المطلوبة، فقال: «اذهب إلى سكرتير الكلية، وعد إلي غدا أو بعد غد بعنوان دقيق، فإن لم تجدني فاتركه في درج الخطابات.» وانصرفت.
كان العنوان هو الذي سبق الاتفاق عليه، ولكن التحديد مشكلة، وآثرت عدم الإصرار على تناول جميع الصور الشعرية في قصيدة المقدمة برمتها، والاكتفاء بالصور الأساسية في الكتب الستة الأولى، وكتبت العنوان وجئت في اليوم التالي فوضعته حيث طلب، وعدت إلى المكتبة، وبدأت منذ ذلك اليوم، وكنا في أوائل يونيو، رصد كل ما كتب في الموضوع، وتلخيص كل مقال أو كتاب في بطاقة صغيرة (كارت) وإعداد هذه البطاقات للرجوع إليها عند الحاجة للاستزادة من كتاب من الكتب، وقدرت أن هذا العمل سيستغرق شهرا أو شهرين، ولكنني آليت على نفسي أن أنتهي منه قبل تحليل الشعر نفسه. وكانت المكتبة زاخرة بالكتب التي تتناول شعر الشاعر، وبالدوريات العلمية الحافلة بما كتب عنه، فكانت ساعات اليوم تفر سراعا وأنا منهمك في ذلك العمل المضني حتى انقضى الفصل الدراسي، واطمأن قلبي إلى أنني سوف أعرف كل ما كتب عن الشاعر حتى عام 1965م.
अज्ञात पृष्ठ