وقال الحافظ شيخ الإسلام: وإنما اختص كثير بن الصلت ببناء المنبر بالمصلى لأن داره كانت مجاورة المصلى كما في حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم أتى في يوم العيد إلى العلم الذي عند دار كثير بن الصلت على سبيل التقريب للسامع وإلا فدار كثير بن الصلت محدثة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وظهر لهذا أنهم جعلوا للمصلى شيئا يعرف به وهو المراد بالعلم وهو الشاخص.
...وقال ابن سعد: كانت دار كثير بن الصلت قبلة المصلى في العيدين وهي تطل على بطحان الوادي الذي في وسط المدينة، وإنما بنى كثير بن الصلت داره بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة لكنها لما صارت شهيرة في تلك البقعة لما وصف المصلى بمجاورتها، وكثير المذكور هو ابن الصلت بن معاوية الكندي، تابعي كبير ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقدم المدينة وأخوته بعده فسكنها، وقال أبو سعيد: فقلت له: غيرتم والله.
صريح في أن أبا سعيد هو الذي أنكر، ووقع عند مسلم عن طريق طارق بن شهاب قال: أول من بدء الخطبة قبل الصلاة هو مروان، فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة فقال: قد ترك ما هنالك، فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى عليه.
وهذا الظاهر في أنه غير أبي سعيد، وكذا رواية رجاء عن أبي سعيد، فيحتمل أن يكون هو أبو مسعود الذي وقع في رواية عبد الرازق: أنه كان معهما، ويحتمل أن تكون القصة تعددت، ويدل على ذلك المغايرة بين رواية عياض أن المنبر بني له بالمصلى، وفي رواية رجاء أن مروان أخرج المنبر معه، فعلل مروان لما أنكروا عليه إخراج المنبر ترك إخراجه بعد وأمر ببنائه من لبن وطين بالمصلى، ولا بعد في أن ينكر عليه تقديم الصلاة مرة بعد أخرى.
पृष्ठ 174