انتهى. ومعلوم أن الميت إذا مات يؤلمه في قبره ما يؤلم الحي في بيته وقد ذكر لي جماعة منهم أخي السيد الشريف الإمام العلامة عبد الرحمن أعزه الله تعالى أنه أخبره بعض جماعة من المشايخ من أشياخ بلدنا أن الشيخ الإمام العارف بالله الولي أبو القاسم محمد السمهودي نفعنا الله به آمين مدفونا جامع سمهود الغربية وأمام الميضأة حائط مبنى مطموما بالأتربة وكذا موضع الميضأه فرأى جدي أقضى القضاة أبو العباس أحمد في منامه السيد أبا القاسم المذكور وهو يقول: أمط عني هذا الأذى!.
ويشير إلى تلك الأتربة المطموم بها ذلك المحل وكان الجد قد عزم في تلك الليلة على التوجه إلى مدينة قوص فإنه كان ينوب في وظيفته القضاء بها فلما استيقظ من منامه عزم على فعل ذلك بعد رجوعه من مدينة قوص ثم نام فرأى ثانيا وهو يأمره بالمبادرة إلى ذلك وأخافه بشيء كان في خاطره بسبب تأخير ذلك فاستيقظ فزعا وأخذ في الإصلاح حتى أماط تلك الأتربة وأظهر قبره المشهور الذي عليه الضريح الموجود اليوم إلى الحجرة الشريفة والمطهرة الذي يشغل بها ولم يكن أحد يعلم بالمحل قبل ذلك ميضأة والغالب على ظني أني سمعت السيد الشريف والدي أيضا يرويها عن بعض مشايخ سمهود رحمه الله تعالى وروى بعض رضي الله عنهم لما قتل فرأه بعض أهله في منامه أنه يأمرهم بخروجه من ذلك المحل ثلاث مرات فنبشوه من قبره الذي دفن به وكان له دار فدفنوه بها وقبره اليوم بها معروف.
وروى صاحب (الدرة الفاخرة) عن بعضهم قال: اتخذ أبو قال: فجلسنا على قبره بعد أيام فمر علينا بطبق تين فاشتريناه فأكلناه وطرحنا الأذناب على القبر فلما كان الليل رآه والدنا في النوم فقال كيف حالك قال: بخير غير أن بنيك اتخذوا قبري مزبلة وإذا كان هذا حال أموات المؤمنين فكيف بإمام النبيين وقائدهم ورئيس.
पृष्ठ 118