वफ़ा वफ़ा
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى - الجزء1
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١٩
प्रकाशक स्थान
بيروت
शैलियों
भूगोल
فلم تنبعث، فرجع فقعد، فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: «ليقم بعضكم فيركب الناقة» فقام علي ﵁ فلما وضع رجله في غرز الركاب وثبت به، فقال رسول الله ﷺ:
«أرخ زمامها، وابنوا على مدارها فإنها مأمورة» .
وروى الطبراني- وفيه من لم يعرف- عن جابر أيضا قال: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة قال لأصحابه: «انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلم عليهم، فأتاهم فسلم عليهم، فرحّبوا به، ثم قال: يا أهل قباء ائتوني بأحجار من هذه الحرة، فجمعت عنده أحجار كثيرة، ومعه عنزة له «١»، فخط قبلتهم، فأخذ حجرا فوضعه رسول الله ﷺ ثم قال: يا أبا بكر، خذ حجرا فضعه إلى حجري، ثم قال: يا عمر خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر أبي بكر، ثم قال: يا عثمان خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر عمر، ثم التفت إلى الناس فقال: ليضع كل رجل حجره حيث أحب على ذلك الخط.
متى بني مسجد قباء
قلت: وهو يقتضي أن هذا البنيان لم يكن عند قدوم النبي ﷺ إلى قباء، بل بعد قدوم عثمان ﵁ من الحبشة؛ فإنه كان قد هاجر إلى أرض الحبشة فارا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله ﷺ وكان أول خارج إليها، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة؛ فيمكن أن النبي ﷺ أسسه عند قدومه، ثم بناه بعد ذلك، وإلا فلم يكن عثمان ﵁ حاضرا، كذا نبه عليه بعضهم ولهذا قال السهيلي: أول من وضع حجرا رسول الله ﷺ ثم أبو بكر، ثم عمر، ولم يذكر عثمان، ثم قال: وصلّى فيه نحو بيت المقدس قبل أن يأتي المدينة، انتهى. وسيأتي عند ذكره في المساجد عن عمر ﵁ أنه قال: والذي نفسي بيده لقد رأيت رسول الله ﷺ وأبا بكر وأصحابه ننقل حجارته على بطوننا، ويؤسسه رسول الله ﷺ وجبريل يؤم به البيت، ولم أر من نبه على تعيين زمان قدوم عثمان من الحبشة، وسيأتي في بنائه ﷺ لمسجد المدينة أخبار تقتضي حضور عثمان له، وهو محتمل أيضا للبناء الأول والثاني، وسبق في الفصل قبله عد عثمان فيمن قدم المدينة قبل مقدم النبي ﷺ إليها، وهو كذلك في كلام ابن إسحاق.
وقال المحب الطبري: الظاهر أن قدوم عثمان من الحبشة كان قبل هجرة النبي ﷺ أو بعدها وقبل وقعة بدر؛ لأنه صح أنه كان في وقعة بدر متخلفا في المدينة على زوجته رقية بنت رسول الله ﷺ وكانت مريضة، ووقعة بدر في الثانية، وكان قدوم أكثر مهاجري الحبشة في السابعة كما سيأتي، والله أعلم.
(١) العنزة: أطول من العصا وأقصر من الرمح في أسفلها زجّ كزجّ الرمح يتوكأ عليها الشيخ الكبير.
1 / 196