1648 ; ب } | ( الرعد : 43 ) | . | فكيف جاز لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحتج عليهم بما ليس عندهم ويقول : من علامة نبوتي أنكم تجدوني مكتوبا عندكم . وهم لا يجدونه ، وقد كان غنيا أن يدعوهم بما ينفرهم . | ولما تيقن بالحال عبدالله بن سلام ومن أسلم أسلموا . | قلت : وما زال أهل الكتاب يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفاته ، ويقرون به ، ويعدون بظهوره ، ويوصون أهاليهم بالإيمان به ، فلما ظهر آمن عقلاؤهم ، وحمل الحسد آخرين على العناد كحيي ابن أخطب ، وأبي عامر الراهب ، وأمية بن أبي الصلت . | وقد أسلم جماعة من علماء متأخري أهل الكتاب ، وصنفوا كتبا يذكرون فيها صفاته التي في التوراة والإنجيل . | فالعجب ممن يتيقن وجود الحق ثم يحمله الحسد على الرضا بالخلود في النار . |
2 ( الباب الخامس | في إعلام كعب بن لؤي بن كعب بن غالب ببعثة رسول
الله صلى الله عليه وسلملما كان يسمع من أهل الكتاب ) 2
عن عبد الرحمن بن عوف قال : كان كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ، يجمع قومه يوم الجمعة ، وكانت قريش تسمي الجمعة : ( عروبة ) ، فيخطبهم فيقول : أما بعد ، فاسمعوا وتعلموا ، وافهموا واعلموا ، ليل ساج ونهار ضاح ، والأرض مهاد ، والسماء بناء ، والجبال أوتاد ، والنجوم أعلام والأولون كالآخرين ، والأنثى والذكر ، والزوج وما يهيج إلى بلى صائرون . فصلوا أرحامكم ، واحفظوا أصهاركم ، وثمروا أموالكم . | فهل رأيتم من هالك رجع ، أو ميت نشر ؟ الدار أمامكم ، والظن غير ما تقولون ، حرمكم زينوه وعظموه وتمسكوا به ، فسيأتي له نبأ عظيم وسيخرج منه نبي كريم . ثم يقول : | نهار وليل كل أوب بحادث | سواء علينا ليلها ونهارها | يؤوبان بالأحداث حين تأوبا | وبالنعم الضافي علينا ستورها | على غفلة يأتي النبي محمد | فيخبر أخبارا صدوق خبيرها | ثم يقول : والله لو كنت فيها ذا سمع وبصر ويد ورجل لتنصبت فيها تنصب الجمل ، ولأرقلت فيها إرقال الفحل . | يا ليتني شاهد فحواء دعوته | حين العشيرة تبغي الحق خذلانا | وكان بين موت كعب بن لؤي وبين مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وستون سنة . |
पृष्ठ 68