वादी नत्रुन
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
शैलियों
وقد تبع هذا القديس في آخر حياته اثنان من التلاميذ أحدهما يدعى اسكندر والآخر زويل “Zoile” . وعرف هذان التلميذان بالفارانيين لانهما عاشا فيما بعد في خلوات الصحراء الشرقية في فاران بالقرب من البحر الاحمر. وهما اللذان رويا لتلميذهما دانيال الفاراني - وهو غير دانيال شيهات - بعض نوادر ارسانيوس وحكمه. ويسند البعض إلى دانيال هذا بيانا موجزا لحوادث حياة ارسانيوس مرتبة على حسب تواريخ وقوعها.
ويتضح من هذا البيان أن القديس أرسانيوس أقام أربعين عاما في قصر تيودوز “Théodose” ، وأربعين عامل في برية شيهات، وعشرة أعوام اخرى في تروجا، ثم توفى وهو بالغ من العمر خمسة وتسعين عاما. وقد سلم تيلمونت “Tillemont”
بصحة هذا البيان. وعلى ذلك يكون ارسانيوس قد تنسك عام 390م، وطرده البربر من شيهات عام 430م، وتوفى حوالي سنة 445م.
ونحن نرى أن هذا التقسيم مصطنع لأنه من المعروف أن أرسانيوس توفى قبل الراهب بوليمن وأنه كان في كانوب مدة البطريرك تيوفياس المتوفي سنة 412 أو 413م ومما يثبت وفاته قبل وفاة تيوفيلس أن هذا البطريرك كان يقول وهو محتضر: (لأنت سعيد يا أرسانيوس فقد كانت ساعة الموت دائما حاضرة في ذهنك). (راجع مجموعة كوتليه الابجدية حرف ذ
th ).
وكانت بقايا أرسانيوس موضع عناية واجلال في دير مقام على جبل طرا بالقرب من القاهرة في المكان الذي قضى فيه بقية حياته. وقد تم بناء هذا الدير على يد اركاديوس المتوفي قبل أرسانيوس بعشرين عاما على ما يروى. وظل الدير المذكور وكنيسته في أيدي الملكيين. وقد وصفه أبو صالح الأرمني من أهل القرن الثاني عشر وكذا المقريزي من أهل القرن الخامس عشر الميلادي. وكان يسمى دير القصير أو دير البغل.
وروى يوحنا أسقف نيكيو (زاوية رزين) “Nikiou”
في تاريخه ص 349 أن الامبراطور تيودوز الثاني “Théodose II”
الذي حكم من سنة 408 إلى 450م بعث بخطاب إلى قديسى صحراء شيهات بمصر يسألهم عن السبب في أنه لم يرزق ذكرا يخلفه على العرش. فأجابه القديسون بقولهم: (إنك عندما تكون قد غادرت الحياة يكون ايمان آبائك قد تغير. ولما كان الله يعزك فلم يهبك ذكرا حتى لا يقع في الكفر والخطيئة). فأثر هذا التنبؤ في نفس الامبراطور وزوجه وامتنعا عن كل علاقة زوجية وقضيا بقية حياتهما معا في طهارة تامة.
وحدثت في عهد هذا الأمبراطور وزمن كيرلس الأكبر البطريرك الرابع والعشرين مذبحة شيوخ صحراء شيهات التسعة والأربعين. وقد جاءت رواية هذا الحادث في السنكسار القبطي العربي ونقلها سيمور دي ريثي “Seymour de Ricci”
अज्ञात पृष्ठ