المخلص
صديق من بعيد
فلما انتهى نامق بك من تلاوة هذا الخطاب امتقع قليلا، وقال: كيف وصل هذا الخطاب إلى سموك يا مولاي؟
ورد مع هذه الرسالة من البرنس عثمان. تفضل اقرأها.
فتناول نامق بك ورقة أخرى، وقرأ:
سيدي البرنس سناء الدين
ورد إلي أمس هذا الخطاب، وطيه الصورة التي تجدها معه. وبعد تردد طويل رأيت أن من الواجب أن أرسلهما إليك لأن أمرهما يهمك. واقبل فائق احترامي.
ونظر نامق بك إلى البرنس سناء الدين أفندي، ففهم هذا أنه يريد أن يرى الصورة، فقدمها له بيد ترتجف. فلما رآها نامق بك اكفهر وقال: هذه صورة نميقة هانم، وإلى جنبها ... هل هو أمل الدين المشار إليه بالرسالة؟ - أي نعم يا عزيزي. هي صورة ذلك الساقط الذي كان جائعا فأشبعته وعاريا فكسوته. وكان يتواطأ على قدمي تذللا وعبودية. - ولكن كيف أمكنه أن يتصور والأميرة إلى جنبه. - أيصعب عليه يا عزيزي أن يسرق صورتها ويكلف مصورا أن يحتال على وضعها بأسلوب شيطاني إلى جنب صورته، ويأخذ عنها صورة فوتوغرافية واحدة كأنهما كانا واقفين جنبا إلى جنب؟
فقال نامق بك: والله إنها لبراعة. والله إنها لقباحة ووقاحة لا مثيل لهما، إن ذلك الخائن يستحق قطع العنق. - قد لا أعتب على ذلك الرذيل القبيح السافل المنحط الذي فعل هذه الفعلة الشنيعة. وإنما أعتب على البرنس عثمان لتصديقه إفك هذه الرسالة التي يراد منها الفتنة بيننا وبينه، وأما ذلك الوغد الزنيم الذي يحاول التطاول على أعراض الأمراء فلا يستحق أن نلتفت قط إلى رذائله أو أن نهتز لها. أما البرنس عثمان، وهو العزيز في الأسرة والمؤمل بأن يكون فخرها، فلم يكن يظن أن تؤثر عليه هذه السعاية الشنيعة تأثيرها الذي أراده فاعلها، بل كنت أومل أن يكون ساخطا على ذلك الوغد الزنيم.
فقال نامق بك: ولكني لست أرى في رسالة البرنس عثمان ما يفيد تغيير قلبه. - عجبا يا عزيزي نامق بك، ما الداعي أن يرسل هذه الرسالة مع رسول خاص. وماذا يمنع أن يأتي بها هو بنفسه إذا لم يكن قلبه متغيرا؟ لقد انقطع عن زيارتنا من أول أول أمس. فما معنى هذا؟
अज्ञात पृष्ठ