ولما دخل الشاعران إلى المدينة وجدا أمامهما سهلا رحيبا فسيح الأرجاء، فيه أجداث مكشوفة، كل جدث منها ممتلئ لهبا، وفي وسطه أرواح الملاحدة المعذبة وفراشها نار حامية، ووجد من بين هؤلاء روح «فريناتا» المعجب المدل بنفسه. •••
ورأى «دانتي» في الدرك السابع من الجحيم نهرا من الدم قد أغرق فيه العتاة والجبابرة وأهل الظلم، ورأى الزبانية تقمعهم بمقامع من نار، وترميهم بسهام مهلكة.
وهكذا ظل دانتي يصف طبقات الجحيم ويذكر أنه قد رأى الطبقة الثانية منها وقد قسمت إلى عشرة أقسام، جمع فيها أهل الرياء، والمخادعون، ومدعو النبوة، وذوو خطيئات التدليس والنفاق. •••
وبعد وصف مسهب رائع لما يقاسونه من النكال، ينتقل «دانتي» إلى الدرك الأخير، حيث يرى الخاطئ الأكبر «إبليس» وهو يقاسي أشد أنواع العذاب، تهب عليه ريح من الزمهرير، لو هب منها قليل على بحر لأصبح جليدا.
وبعد أن يبدع «دانتي» في وصف ما يلقاه إبليس من النكال، ينتقل إلى المطهر، حيث تقوده حبيبته «بياتريس»، فيرى النجوم الألاقة التي حرم رؤيتها طول ذلك الوقت!
نظرات في تاريخ الإسلام1
وأشترط على نفسي أن لا أتعرض لذكر ما أعتمده فيما أجده مخالفا لما أعتقده، فإن التقرير غير الرد، والتفسير غير النقد!
فخر الدين الرازي (1) تمهيد
هذه فصول مختارة من كتاب العلامة المستشرق «دوزي»، آثرنا نقلها إلى العربية لتبيان وجهة تفكير عالم أوربي كبير، وهي - وإن خالفت آراءنا أحيانا في بعض مناحيها - جديرة أن تقرأ بعناية فائقة، فليس كل ما لا نرضاه من الآراء خليقا بالطرح والإهمال.
وإذا كان العلامة «فخر الدين الرازي» يقول في مقدمته لشرح «الإشارات» لابن سينا: «إن التقرير غير الرد، والتفسير غير النقد»، فما أجدرنا أن نقول بدورنا: «والترجمة أيضا غير النقد.»
अज्ञात पृष्ठ