لا، لا، أؤكد لك لا ... إنه على العكس من ذلك، سيسرني إذ أعرف ما يقال عني.
جاك :
إذا كانت تلك هي إرادتك فإني مصارحك القول يا سيدي: إن الناس ليسخرون منك في كل مكان.
وإنهم ليقذفونك بمئات من النكات من كل صوب، وليس أتم لسرورهم، وأدعى لتفكهتهم من رواية الكثير من الملح والنوادر التي لا نهاية لها عن بخلك المزري.
فبينما يروي عنك أحدهم أنك تعنى بطبع تقاويم خاصة تضاعف فيها أيام الصيام المفروضة؛ لترغم عشراءك على عدم تناول طعام عندك في خلالها.
إذ يحدث عنك آخر أنك على استعداد دائم لخلق شجار بينك وبين خدمك في صبيحة اليوم الذي تطردهم فيه؛ لتجد لك بذلك مندوحة لحرمانهم من أجورهم.
ويقص علينا ثالث أنك كسرت رجل قطة جارك؛ لأنها أكلت فضالة فخذ شاتك.
ويقول عنك رابع: إنك تسللت ذات ليلة لتسرق علف خيلك، ففاجأك حوذيك - الذي كان عندك قبلي - فضربك بهراوته في الظلام. لا أدري كم ضربة من الضربات التي تحملتها مؤثرا ألا تقول لأحد عنها شيئا.
وبعد، أتريد أن أقرر لك أن الإنسان لا يكاد يهتدي إلى جهة واحدة يؤمها دون أن يسمع عنك ما تنوء بحمله من المثالب؟
فأنت المثل السيئ، وأنت الأسطورة المضحكة التي يتلهى بها الناس ، وأنت من لا يتكلم عنه أحد دون أن ينعته بالشحيح، الوغد، البشع، رمز الدنايا!
अज्ञात पृष्ठ