चेतना: मन की मूल पहेली के लिए एक संक्षिप्त गाइड
الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل
शैलियों
يبدو أن اللحظة التي تصبح فيها المادة واعية لا تقل غموضا عن لحظة انبثاق المادة والطاقة إلى الوجود للمرة الأولى. إن لغز الوعي يضاهي أحد أعظم الألغاز التي حيرت الفكر الإنساني على مر العصور: كيف يمكن أن يظهر شيء من العدم؟
3
وبالمثل، كيف تنشأ الخبرة الحسية من مادة لا حياة فيها ولا وعي؟ وقد ذاع عن الفيلسوف الأسترالي ديفيد تشالمرز أنه أطلق على ذلك اسم «المعضلة العويصة» للوعي.
4
فعلى عكس «المشكلات السهلة» المتمثلة في تفسير السلوك الحيواني أو فهم أي العمليات في الدماغ تؤدي إلى ظهور وظائف معينة، تكمن المعضلة العويصة في فهم أسباب اقتران بعض من هذه العمليات الفيزيائية بخبرة حسية من الأساس.
لماذا تؤدي تكوينات معينة من المادة إلى أن تشتعل هذه المادة بالوعي؟
الفصل الثاني
الأحكام الحدسية والأوهام
الآن بعد أن أصبح لدينا تعريف ملائم للوعي والغموض الذي ينطوي عليه، يمكننا البدء في التخلص من بعض الأحكام الحدسية الشائعة. لقد تشكل حدسنا إلى حد كبير بواسطة الانتقاء الطبيعي لتزويدنا بسرعة بالمعلومات التي من شأنها أن تنقذ حياتنا، ولا يزال يمكن لهذا الحدس الذي تطور في الماضي أن يستمر في مساعدتنا في الحياة الحديثة. فعلى سبيل المثال، لدينا القدرة على أن ندرك دون وعي العناصر المحيطة بنا في بيئتنا في موقف يمثل لنا تهديدا، وهو ما يؤدي بدوره إلى تقييم فوري للخطر المحدق بنا؛ مثل ذلك الحدس الذي يخبرنا بأننا لا يجب أن ندخل المصعد مع شخص معين، على الرغم من عدم قدرتنا على معرفة السبب بالضبط. غالبا ما يقوم دماغك بمعالجة إشارات مفيدة قد لا تكون مدركا لها بوعي في تلك اللحظة: ذلك الشخص الآخر الذي يدخل المصعد متوهج الوجه أو متسع حدقتي العينين (وكلا الأمرين يمثل إشارة على أن مستوى الأدرينالين لديه مرتفع وأنه على وشك التصرف بعنف)، أو باب المبنى الذي عادة ما يكون مغلقا، ولكنه مفتوح الآن. يمكننا أن نعرف أن موقفا ما خطير دون أن تكون لدينا أدنى فكرة عن كيفية معرفتنا ذلك أو أسباب تلك المعرفة. يتشكل حدسنا أيضا من خلال التعلم، والثقافة، وعوامل بيئية أخرى. ويكون لدينا أحيانا حدس مفيد في قراراتنا الحياتية - مثل اختيار الشقة التي سنستأجرها - وهو حدس ناشئ عن معلومات ذات صلة اكتسبها دماغنا - وأخذها في الاعتبار - من خلال عمليات غير واعية. وفي الواقع، تشير الأبحاث إلى أن «إحساسنا الداخلي» يكون أكثر موثوقية من نتائج التفكير الواعي المنطقي في الكثير من المواقف.
1
अज्ञात पृष्ठ