चेतना: मन की मूल पहेली के लिए एक संक्षिप्त गाइड
الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل
शैलियों
وبسبب قيمة البساطة، فإني أميل إلى تفضيل فرع شمولية الوعي الذي يصف الوعي بأنه صفة جوهرية في المادة، على الوصف الذي يقتضي مستوى معينا من معالجة المعلومات حتى يكون الوعي موجودا. ومرة أخرى، هذا نتيجة المشكلة الصعبة للوعي، والتي تظهر حيثما حاولت رسم خط فاصل - سواء أحاولت رسمه عند المعالجة العصبية أم عند أشكال أبسط من معالجة المعلومات . فعلى الرغم من أن استيعاب وجهة النظر القائلة بأن الوعي جوهري في المادة أصعب كثيرا على عقولنا من نواح كثيرة، فإنها تعد حلا أكثر إقناعا بالنسبة إلي، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها أكثر بساطة (وإن كان ذلك بدرجة ضئيلة فحسب). ولنا في حقل هيجز مثال على ذلك: أدرك الفيزيائيون أن مجال هيجز لا بد أن يكون موجودا، وإلا فإن الإلكترونات والكواركات التي تشكلنا جميعا ستكون عديمة الكتلة وتنطلق بسرعة الضوء. على مدى سنوات قبل اكتشاف حامله، بوزون هيجز، افترض الفيزيائيون وجود مجال هيجز. وعلى الرغم من أن لا شيء بشأن تأكيد وجوده يدعم أي نظريات عن الوعي (أو يقدم أي دليل عليها)، فإنه يساعدنا على فهم الافتراض المناظر له في شمولية الوعي - وهو أن الوعي ربما يكون خاصية أخرى للمادة، أو للكون نفسه، ولم نكتشفها بعد.
في كتابه «شمولية الوعي في الغرب»، يقدم الفيلسوف ديفيد سكربينا دراسة استقصائية لتاريخ الحجج العلمية لشمولية الوعي، والتي تستند إلى العقلانية، والأدلة التجريبية، والمبادئ التطورية. بعد نشر نظرية داروين عن التطور بالانتخاب الطبيعي (1859)، وبعد أن كشفت التطورات اللاحقة في مجالات الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا أن البشر يتألفون من العناصر نفسها التي تتألف منها المواد الأخرى، أصبح اللغز الحقيقي للوعي واضحا. وأدى الفهم الجديد المتمثل في أن كل شيء في الكون يتكون من اللبنات الأساسية نفسها إلى مزيد من الدعم لمنظور علمي وتطوري ينطوي على شكل من أشكال شمولية الوعي. إن النزعة الطبيعية للاستكشاف العلمي هي التوصل إلى التفسير الأبسط قدر الإمكان، ويعد مفهوم انبثاق الوعي عن مواد غير واعية نوعا من فشل الهدف النمطي للتفسير العلمي. في الفلسفة، يشار إلى هذه القفزة من اللاوعي إلى الحالة الواعية للمادة بأنه انبثاق «جذري» أو «قوي».
3
يقتبس سكربينا من عالم الأحياء الشهير جاي بي إس هالدين - في سياق معارضته مفهوم الانبثاق الجذري - بسبب التعقيد الحتمي الذي يضيفه إلى أي تفسير للوعي:
إذا لم يكن الوعي من خواص المادة، فهذا يعني القول بنظرية انبثاق قوي تتعارض مع العلم جوهريا . مثل هذا النشوء «يعارض روح العلم بشكل جذري، وهي الروح التي حاولت دائما تفسير المعقد بالبسيط. ... إذا صحت وجهة النظر العلمية، فسنجدها في نهاية المطاف [علامات وجود الوعي في المادة الخاملة] في شكل بدائي على الأقل، في جميع أنحاء الكون.»
4
ينقل سكوربينا القارئ عبر أكثر من ثلاثمائة سنة من تأملات العلماء الذين يتخذون منهجا علميا نحو شمولية الوعي، من يوهانس كيبلر إلى روجر بنروز، والذين يصل الكثير منهم إلى استنتاج مفاده أن التفسير الأبسط للوعي في حقيقة الأمر، هو شموليته. وفي ستينيات القرن العشرين - أي بعد نحو ثلاثين عاما من هالدين - أكد عالم الأحياء برنارد رينش أنه مثلما يوجد غموض في التصنيفات عند دراسة تطور شكل من أشكال الحياة إلى شكل آخر على مستوى الكائنات الحية الدقيقة والخلايا، فإن الفصل الصارخ بين الأنظمة الحية والأنظمة غير الحية مبهم أيضا، ومن المحتمل أن ينتقل التمييز الخاطئ إلى حدود الخبرة الواعية أيضا.
5
إضافة إلى ذلك، عندما يفترض العلماء أنهم تجاوزوا المشكلة الصعبة من خلال وصف الوعي بصفته خاصية منبثقة، أي ظاهرة معقدة لا تتنبأ بها الأجزاء المكونة لها، فإنهم يغيرون الموضوع. فجميع الظواهر المنبثقة - مثل مستعمرات النمل، وندف الثلج، والأمواج - لا تزال وصفا للمادة وسلوكها، مثلما نراها من الخارج.
6
अज्ञात पृष्ठ