चेतना: मन की मूल पहेली के लिए एक संक्षिप्त गाइड

अहमद हिंदावी d. 1450 AH
20

चेतना: मन की मूल पहेली के लिए एक संक्षिप्त गाइड

الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل

शैलियों

14

تعد ظاهرة «الانقسام الدماغي» أيضا ظاهرة مفيدة هنا؛ حيث تلقي الضوء على كل من مرونة الوعي ومفهوم الذات. كثير من الناس صاروا الآن يعرفون بشأن الأبحاث الرائعة التي أجراها روجر سبيري ومايكل جازانيجا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ابتداء من ستينيات القرن العشرين، على مرضى الصرع الذين خضعوا لجراحة قطع الجسم الثفني. وهذا إجراء جراحي يتم فيه قطع الجسم الثفني؛ إما جزئيا أو كليا، مما يفصل الروابط بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر في محاولة لمنع نوبات الصرع من الانتشار. وعلى الرغم من أن مرضى انقسام الدماغ لم يتغيروا بشكل مفاجئ بسبب إجراء الجراحة، فإن الأبحاث التي أجريت عليهم كشفت عن حقيقة غريبة ومناقضة للبديهة تشكك في العديد من افتراضاتنا حول سيولة الوعي وحدوده.

في التجارب التي أجريت على الأشخاص الذين خضعوا لجراحة انقسام الدماغ، يمكن تقديم المعلومات بشكل منفصل لكل من نصفي الدماغ من خلال الرؤية (في شكل صور، أو لغة مكتوبة، أو ما إلى ذلك)؛ لأن مجال الرؤية الأيمن يعرض على نصف الدماغ الأيسر، والعكس صحيح. في الشخص الطبيعي، تتم مشاركة المعلومات الواردة من أي مجال رؤية مع نصف الدماغ المقابل من خلال الجسم الثفني. أما في حالة مرضى انقسام الدماغ، فيتم استقبال التحفيز البصري لكل مجال من جانب واحد فقط من الدماغ. والشيء نفسه ينطبق على المحفزات المقدمة لكل أذن، وكذلك بالنسبة إلى معظم المعلومات الواردة من أيدي المرضى؛ في أغلب الأحيان، تصل مستقبلات اللمس من كل يد إلى نصف الدماغ المقابل، وحركة كل يد يسيطر عليها أيضا نصف الدماغ المقابل. في الواقع، بعد العملية الجراحية، يمكن لمرضى انقسام الدماغ أن يختبروا شيئا يسمى «تنافس نصفي الدماغ»؛ حيث نراهم يحاولون القيام بسلوكيات متعارضة بأيديهم اليسرى واليمنى في معركة مربكة - مثل محاولة إقفال أزرار قميصهم بيد بينما اليد الأخرى تحاول فك هذه الأزرار، أو محاولة عناق الزوج بذراع بينما الذراع الأخرى تدفع هذا الزوج بعيدا، أو فتح الباب بيد وإغلاقه باليد الأخرى في الوقت نفسه.

15

شكل 5-1: دراسة انقسام الدماغ.

طور علماء الأعصاب مجموعة متنوعة من الأساليب الإبداعية لتلقي الاتصالات من نصفي الدماغ لمرضى انقسام الدماغ، وكشفوا عن جوانب مذهلة أخرى لهذه الحالة. في الغالبية العظمى من الناس، يكون نصف الدماغ الأيسر هو المسئول عن التعبير عن اللغة من خلال الكلام والكتابة، في حين يكون النصف الأيمن أصم؛ غير أن نصف الدماغ الأيمن قادر على التواصل من خلال الإيماء والإشارة باليد اليسرى (والغناء، في بعض الحالات).

16

إذا أعطينا عملة معدنية لأحد مرضى انقسام الدماغ لكي يمسكها في يده اليسرى دون أن يتمكن من رؤيتها، فإن نصف الدماغ الأيمن فقط هو الذي سيكون مدركا لذلك. وإذا سألنا المريض عما يمسك به، فإنه يرد بأنه لا فكرة لديه؛ لأن نصف الدماغ الأيسر (الذي يملك القدرة على التواصل لفظيا) ليس لديه وعي بالعملة المعدنية. ولكن إذا طلب من المريض الإشارة إلى صورة للشيء الذي أعطي له، فإن يده اليسرى (التي يتحكم فيها نصف الدماغ الأيمن، والذي يعرف بأمر العملة المعدنية) سوف تشير بشكل صحيح إلى صورة العملة المعدنية. وبالمثل، إذا عرضنا كلمة «مفتاح» في نطاق حقل الرؤية الأيسر للمريض، وسألناه عن الكلمة التي يراها، فسوف يفيد بأنه لا يرى شيئا؛ حيث إن نصف دماغه الأيسر الذي يستطيع الكلام لا يرى الكلمة. ولكن إذا طلبنا من المريض التقاط الشيء المطابق للكلمة التي تظهر على الشاشة، فسوف يمد يده اليسرى (التي يتحكم بها نصف الدماغ الأيمن، الذي يرى الكلمة) ويلتقط المفتاح (الشكل

5-1 ). يمكن تكرار هذا النوع من التجارب بعدة طرق متنوعة، والحصول على النتائج نفسها مرارا وتكرارا. في الواقع، يفيد مرضى انقسام الدماغ أحيانا (عبر نصف الدماغ الأيسر القادر على النطق) أن يدهم اليسرى تتصرف من تلقاء نفسها - بإغلاق الكتاب الذي يقرءونه على سبيل المثال - وذلك تأكيد على أنهم غير مدركين رغبات ونوايا نصف الدماغ الأيمن.

وما أثار دهشة علماء الأعصاب الأوائل الذين أجروا مثل هذه التجارب (ودهشة بقيتنا أيضا!)، أن الشخص نفسه يمكن أن يكون لديه إجابتان مختلفتان عن سؤال واحد، إلى جانب رغبات وآراء مختلفة تماما بشكل عام. والأكثر إثارة للدهشة هو اكتشاف أن مشاعر وآراء كل من نصفي الدماغ تبدو كأنها خبرة خاصة به وغير معروفة للنصف الآخر. إن إحدى «ذاتي» المريض المصاب بانقسام الدماغ تندهش من آراء ورغبات الذات الأخرى، بنفس قدر دهشة شخص آخر تماما. إن معرفة ما إذا كانت كلتا وجهتي النظر لدى مرضى انقسام الدماغ واعية أم لا، لهو أمر صعب إن لم يكن مستحيلا، ولكن ليس لدينا سبب للشك في أن ثمة تجربة مرتبطة بأفكار ورغبات كل نصف من نصفي الدماغ، ويعتقد أغلب علماء الأعصاب أن كلا نصفي الدماغ واع في واقع الأمر. وكما يوضح عالم الأعصاب كريستوف كوتش، من معهد ألين لعلوم الدماغ، «فنظرا إلى أن كلا من نصفي الدماغ الناطق والأصم يقوم بسلوكيات معقدة ومخطط لها، فإن كلا النصفين له تصورات واعية، على الرغم من أن طابع ومضمون مشاعرهما قد لا يكونان هما نفسها.»

अज्ञात पृष्ठ