248
حتى أحرزها
249
من محمد وأصحابه، وأن قريشا تستطيع أن تعود إلى مكة، فتنعم فيها بالسلم والعافية، ولكن قريشا أبت أن تعود كما خرجت، وزين لها الشيطان بلسان أبي جهل أن تمضي حتى تأتي بدرا فتنزل بها منتصرة مظهرة للعرب أنها ما زالت قريشا صاحبة العز والمجد والسؤدد، ثم تنحر فتطعم وتشرب وتطرب وتشرك العرب في طعامها وشرابها وطربها ولهوها، ويعلم محمد وأصحابه أن كلمة هبل
250
ما زالت عالية، وأن عز قريش لا يرام.
وخرج سهيل بن عمرو فيمن خرج من أشراف قريش، وقد جعل إلى ابنه عبد الله ماله وحملانه
251
يسعى بها بين يديه، وكان سهيل قد فتن في دينه حين عاد من هجرته إلى أرض الحبشة، أخذه أبوه فأوثقه وحبسه وفتنه حتى استيقن أنه قد عاد إلى دين آبائه وآثر قريشا على محمد، فلما خرج مع الملأ من قريش قدم ابنه بين يديه فخورا به معتمدا عليه. وتراءى الجمعان ببدر، ونظرت قريش فإذا محمد في قلة من أصحابه، فامتلأت عجبا وتيها، ونظر النبي فإذا قريش قد أقبلت بقضها وقضيضها،
252
अज्ञात पृष्ठ