2
وذلك أن أبا حذيفة انصرف من ناديه ذات يوم، فلقي وهو رائح إلى داره ياسرا غير بعيد من المسجد، فقال له مبتسما: ما فعل أخواك يا فتى عنس؟ فقال الفتى: آثرا
10
قرب الدار على بعدها، فعادا إلى قومهما. قال أبو حذيفة: وآثرت بعد الدار على قربها، فأقمت في مكة! قال الفتى: بل آثرت هذا الحرم الآمن على غيره من مواطن الخوف، وآثرت جوار هذا البيت العتيق على ما في اليمن من ضلال وغي.
11
قال أبو حذيفة: وماذا تريد أن تصنع في مكة؟ قال الفتى: ألتمس القوت من مصادره. قال أبو حذيفة: فإن القوت ميسر لك ما بقيت لي جارا. قال الفتى: بأبي أنت من سيد كريم تزهى به مخزوم وتزدان به قريش وتعز به البطحاء! إنك والله ما علمت لسخي النفس رضي السيرة، تحفظ الضائع وتطعم الجائع، وتعطي السائل وتغني العائل، وتحمي الجار وتغيث الملهوف.
12
قال أبو حذيفة: حسبك يا فتى! لقد جزيت فأربيت،
13
وإني لأرى فيك ذكاء ولسنا.
अज्ञात पृष्ठ