4
فإن رفق القوم بك وآثروك بالخير فشأن الحليف الذي يعال ولا يعول.
قال ياسر: عودا إن شئتما فإني مقيم.
قال الحارث لأخيه مالك: دعه، فما علمته إلا نكدا لا خير فيه. •••
ورأى الصبح حين أسفر من الغد غلامين يخرجان من مكة يقودان راحلة قد وهبها لهما أبو حذيفة بن المغيرة، ويسعى معهما أخوهما ياسر سعي المودع لا سعي من أزمع الرحيل،
5
وكان هؤلاء الفتية الثلاثة قد خرجوا من دارهم بتهامة اليمن يلتمسون أخا لهم فقدوه، فطوفوا في الأرض ما طوفوا، وبحثوا عن أخيهم ما بحثوا، فلما استيأسوا منه عادوا إلى أرضهم، ومروا بمكة أثناء عودتهم، وقد بلغ منهم الجهد، وأضناهم سفر غير قاصد.
6
فقال بعضهم لبعض: نأوي إلى هذه القرية فنلم ببيتها، ونسأل آلهتها، ونصيب فيها حظا من راحة، ونسأل أهلها معونة على ما بقي لنا من الطريق.
وأووا إلى مكة، وطافوا بالبيت، وسألوا الآلهة فلم يجدوا عندها شيئا، ثم أقاموا في المسجد ينتظرون أن تغدو قريش إلى أنديتها. فيمر بهم، حين يرتفع الضحى، أبو حذيفة بن المغيرة المخزومي، فيرى ما أصابهم من الضر، فيضمهم إليه ويكرمهم، كما تعودت قريش أن تكرم الضيف.
अज्ञात पृष्ठ