قال الحارث: بعدا لك من فتى يؤثر الغربة على قرب الدار، ومضر على قحطان، وقريشا على عنس، ويحك؛ إنك لا تأمن أن تسام الخسف
1
وتحمل على ما تكره، ثم تلتمس العون فلا تجده، وتبتغي النصير فلا يجيبك إلا من يخذلك ويعين عليك.
قال مالك: وإن فتاتك هذه السوداء لم تنجم
2
من أرض مكة ولم تنزل من سمائها، وإنما جلبت إليها فيما يجلب إليها من الرقيق، وإن شئت وجدت أمثالها في كل منزل تنزل فيه، وإن شئت احتلنا لك فيها حتى نخطفها وتعيش معها آمنا بين بني أبيك وذوي مودتك.
قال ياسر: ضعا هذا الأمر كيف شئتما؛ فإني مقيم لن أبرح هذه الأرض، ولن أتحول عن هذه الدار، ولن أجزي أبا حذيفة عن الحسنة بالسيئة، ولا عن المعروف بالمنكر، ولن أرزأه شيئا في ماله وهو الذي قد آوانا وقرانا وأحسن مثوانا.
3
عودا إن شئتما إلى أرض اليمن، واضربا إن شئتما في الأرض العريضة، فأما أنا فمقيم، وما أرى إلا أن لي في هذه الدار شأنا.
قال الحارث: شأن الرقيق الذي لا يستكره على الرق، وإنما يسعى إليه سعيا، ويمعن فيه إمعانا!
अज्ञात पृष्ठ