278

वाबिल सय्यिब

الوابل الصيب - الكتاب العربي

संपादक

عبد الرحمن بن حسن بن قائد

प्रकाशक

دار عطاءات العلم (الرياض)

संस्करण

الخامسة

प्रकाशन वर्ष

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

प्रकाशक स्थान

دار ابن حزم (بيروت)

[الأنبياء: ٨٧]، وقول أبينا آدم ﵇: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)﴾ [الأعراف: ٢٣].
وفي "الصحيحين": أن أبا بكر الصديق ﵁ قال: يا رسول الله! علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، فقال: "قل: اللَّهُمَّ إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا (^١)، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من

(^١) وفي روايةٍ عند مسلم، وأحمد (١/ ٤): "كبيرًا".
قال النوويُّ في "الأذكار" (١/ ١٩٦)، و(٢/ ٩٣٧):
"هكذا ضبطناه: "ظلمًا كثيرًا" بالثاء المثلثة، في معظم الروايات، وفي بعض روايات مسلم: "كبيرًا" بالباء الموحَّدة، وكلاهما حسن، فينبغي أن يُجْمَع بينهما، فيُقال: "ظلمًا كثيرًا كبيرًا".
وفيما ذهب إليه النوويُّ رحمه الله تعالى من القول بالجمع بين هذين اللّفظين في الذكرِ نظرٌ بيِّن.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -كما في "مجموع الفتاوى" (٢٢/ ٤٥٨) -:
"ومن المتأخرين من سلك في بعض هذه الأدعية والأذكار التي كان النبي ﷺ يقولها ويعملها بألفاظٍ متنوعة، ورُوِيت بألفاظٍ متنوعة = طريقةً محدثة، بأنْ جمع بين تلك الألفاظ، واستحبَّ ذلك، ورأى ذلك أفضل ما يُقال فيها.
مثاله: الحديث الذي في الصحيحين عن أبي بكر الصّدّيق ﵁ أنه قال:. . . (فذكر الحديث)، ثم قال: قد رُوِيَ "كثيرًا"، ورُوِيَ "كبيرًا". فيقول هذا القائل: يستحب أن يقول: "كثيرًا كبيرًا"،. . . وأمثال ذلك، وهذه طريقةٌ محدثةٌ لم يسبق إليها أحد من الأئمة المعروفين. . .".
وقال -أيضًا- بعد أن ذكر أنّ بعضهم استحب الجمع بالصفة المتقدمة:
". . . فإنّ هذا ضعيف، فإنّ هذا أولًا ليس سنة، بل خلاف المسنون، فإن النبي ﷺ لم يقل ذلك جميعه جميعًا، وإنما كان يقول هذا تارة، وهذا تارة -إن كان الأمران ثابتين عنه- فالجمعُ بينهما ليس بسنة". "مجموع الفتاوى" (٢٤/ ٢٤٣). =

1 / 227