من الطاعات، ويزعمون أن المرادَ بأسماءِ هذه العبادات جماعةٌ من أهلِ البيت أوجب اللهُ تعالى على الناس موالاتَهم وسَتَر أسماءَهم، وكنَّى عنهم بأسماءِ هذه العبادات، ويَدَّعون أن عبدَ الله بنَ معاوية -الذي ينتسِبون إليه- لم يَمُتْ، وأنه حي في جبال أصبهانَ، وأنه لا يزال حيًّا حتى يخرجَ إليهم.
والثابت أن أبا مسلم الخُراساني سار إلى عبد الله بن معاوية وشيعته وقتله، ثم أظهر الدعوة العباسية (^١).
* "الغُرَابيَّة" مِن غُلَاة الشِّيعة:
وهذه الطائفةُ مرتدة ٌكافرة.
° قال عبد القاهر البغدادي: "الغُرابية قومٌ زعموا أن اللهَ ﷿ أرسل جبريلَ ﵇ إلى عليٍّ، فغَلِطَ في طريقه فذهب إلى محمدٍ؛ لأنه كان يُشبهه، وقالوا: كان أشبهَ به من الغُرَاب بالغُرَاب، والذُّباب بالذُّباب، وزعموا أن عَلِيًّا كان الرسولَ وأولادُه بعده هم الرُّسُل.
° وهذه الفرقة تقولُ لأتباعها: "العَنُوا صاحب الرِّيشَ" .. يَعْنُون جبريل ﵇" (^٢).
° ثم قال: "والغُرَابية من الرَّافِضة يلعنون جبريلَ ومُحمدًا ﵉، وقد قال الله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٩٨]، وفي هذا تحقيقُ اسم الكافر
(^١) انظر "الفرق بين الفرق" (ص ١٣٨، ١٥٠، ١٥٤، ١٦٣)، وهامش "مقالات الإسلاميين" (ص ٦٨).
(^٢) "الفرق بين الفرق" (ص ٢٥٠).