Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar

Sayed Hussein Al-Afany d. Unknown
104

Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

प्रकाशक

دار العفاني

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

प्रकाशक स्थान

مصر

शैलियों

وإن كان موسى ﵇ في مَظهَرِ الجلال، وشريعتُه شريعةُ جلالٍ وقهر، وكان من أعظم خَلْق الله هيبةً ووقارًا، وأشدِّهم بأْسًا وغضبًا لله، وبَطْشًا بأعداء الله، وكان لا يُستطاع النظرُ إليه .. وعيسى ﵇ في مَظهرِ الجمال، وكانت شريعتُه شريعةَ فضلٍ وإحسان، وكان لا يقاتِلُ ولا يحارب، وليس في شريعته قتالٌ ألبتةَ .. فإن نبيَّنا ﷺ كان في مَظهرِ الكمال، الجامعِ لتلك القوَّة والعدْل والشدَّة في الله، ولهذا اللِّين والرأفةِ والرحمةِ، وشريعتُه أكملُ الشرائع، فهو نبيُّ الكمال، وشريعتهُ شريعةُ الكمال، وأمته أكملُ الأمم؛ وأحوالُهم ومقاماتهم أكملُ الأحوال والمقامات، وجعَلَهم خيرَ أمة أُخرجتْ للناس، وكمَّل لهم منَ المحاسن ما فرَّقه في الأمَم قبلَهم، كما كمَّل نبيَّهم ﷺ من المحاسن بما فرَّقه في الأنبياء قبله، وكمَّل كتابَه بالمحاسن التي فرَّقها في الكتب قبلَه، وكذلك في شريعته. وتفصيلُ تفضيلِ النبي ﷺ وأمته وخصائصِه يستدعي سِفْرًا، بل أسفارًا؛ فهم ضنائن الله، وهم المجتبَوْن الأخيار، وذلك فضل الله يُؤتيه مَن يشاء، والله ذو الفضل العظيم. * رأى الناسُ رأْيَ العيْن علوَّ همَّتِهِ التي لا تدانيها هِمَّة: رأَوا طُهْرَه وعفَّتَه وأمانتَه واستقامتَه وشجاعته .. رأوا سُموَّه وحَنانه .. رأوا عقلَه وبيانَه .. رأوا الشمسَ تتألَّق تألُّقَ صِدْقِه وعَظَمةِ نفسه .. سمِعوا نمُوَّ الحياة يَسري في أوصال الحياة، عندما بدأ رسولُ الله ﷺ يَفيضُ عليها من وحي يومِه وأمسِه .. رأوا الكمالَ البشريَّ وعلوَّ الهمةِ ملْءَ كلِّ عيْنٍ وأُذنٍ وقلب ..

1 / 109