181

Views of Al-Qurtubi and Al-Maziri on Creeds

آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

प्रकाशक

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الطبعة الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٧ هـ

प्रकाशक स्थान

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

शैलियों

وحرَّمت عليهم ما أحْلَلتُ لهُم" (^١).
وقد اختلف في الفطرة الواردة في الآية والحديثين على أقوال:
قيل: الفطرة هي الإسلام، وقيل: قدرة العبد على معرفة الله تعالى بعد بلوغه فهو يولد سالمًا ليس في قلبه شيء، وقيل: هي البداءة التي ابتدأهم الله عليها من الحياة والموت والسعادة والشقاوة.
وقيل: ما أخذ عليهم من الميثاق قبل خروجهم إلى الدنيا.
وقيل: هي ما كتب عليهم فمنهم من فطر على الإيمان ومنهم من فطر على الكفر (^٢).
والقول الراجح الذي تؤيده الأدلة هو القول الأول الذي فسر الفطرة بالإسلام وهو الذي عليه عامة السلف وأكثر المفسرين.
قال مجاهد: "فطرة الله: أي الإسلام" (^٣).
وقال البخاري: "باب لا تبديل لخلق الله": لدين الله، والفطرة: الإسلام" (^٤).
وقال ابن عبد البر: "أجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ الإسلام وهو المعروف عند عامة السلف" (^٥).
وهو الذي رجَّحه القرطبي، ورد الأقوال الأخرى لمخالفتها

(^١) رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار ح (٢٨٦٥) (١٧/ ٢٠٣).
(^٢) انظر: فطرية المعرفة وموقف المتكلمين منها للدكتور أحمد حمدان ص (١٦٦).
(^٣) تفسير الطبري (١٠/ ١٨٣).
(^٤) صحيح البخاري مع الفتح (٨/ ٣٧٢).
(^٥) انظر: التمهيد (١٨/ ٧٢).

1 / 202